قال المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية سفيان تقية ل”أفريكان مانجير” أن الاعتمادات المخصصة لقطاع الصناعات التقليدية ضمن ميزانية الدولة لسنة 2012 قدرت ب14 مليون دينار سيخصص جزء منها لإحداث قرى حرفية في المناطق الداخلية على غرار القيروان وسيدي بوزيد وقفصة…,فضلا عن توسعة القرية الحرفية بنابل.
وأضاف المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية أنه من المنتظر أن تحدث هذه المشاريع ما يقارب 5 آلاف موطن شغل وذلك على امتداد سنة.
وذكّر تقية خلال اللقاء الاعلامي التاسع والستين الذي انعقد الجمعة بمقر الوزارة الاولى بالقصبة أن العدد التقديري للحرفيين العاملين بقطاع الصناعات التقليدية الذي يضم 76 اختصاصا يقدر ب350 ألف حرفي وأن عدد المؤسسات الحرفية هو 1200 مؤسسة ,علما وأن القطاع يوفر 7 ألاف موطن شغل وأن القيمة التقديرية للصادرات بلغت 385 مليون دينار منها 57 مليون دينار مباشر و328 مليون دينار غير مباشر.
ومثّلّ اللقاء فرصة لتسليط الضوء على الاشكاليات التي شهدها القطاع خلال الفترة الماضية,خاصة مع التوريد العشوائي للمنتوجات الاجنبية وخاصة الصينية التي غزت أسواقنا وتراجع نسق الانتاج وضعف القدرة التنافسية للمؤسسات الحرفية و عن عزوف الشباب على تعاطي هذا النشاط,فضلا عن عدم ملاءمة آليات التدريب المهني والتمويل لخصوصيات القطاع.
وعن سؤالنا المتعلق بالآليات الجديدة للتدريب التي سيتم سنها وما إذا كان سيتم تشريك أهل المهنة فيها خاصة بعد الفشل الذريع الذي لاقته الآليات السابقة والتي اعتبرها الحرفيون بعيدة عنهم ولا تستجيب لتطلعاتهم و كيفية تلافي الصعوبات المتعلقة بالتزود بالمواد الأولية خاصة في المناطق البعيدة عن نقاط التزود,قال سفيان تقية أنه بالفعل سيتم تشريك المهنيين في اختيار الآليات والبرامج وأنه من المنتظر خلال الأيام القادمة إمضاء اتفاقية مع وزارة التكوين المهني والتشغيل لإيجاد آليات ملائمة لخصوصية القطاع,علما وأنه سيتم تخصيص منحة للمكوّن والمتكوّن ومنحة أخرى لخريجي التعليم العالي في ما يتعلّق بتسيير مشاريعهم.
أما بالنسبة للتزوّد بالمواد الأولية,فمن المنتظر ان يتم تركيز العديد من المحلات على ذمة الحرفيين لتزويدهم على أن تكون هذه المواد خاضعة لمواصفات وجودة عالية.
واستعرض المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية خلال اللقاء جملة من الاجراءات التي سيتم اتخاذها للنهوض بالقطاع منها تثمين الموارد الطبيعية والتنمية الجهوية وتعزيز قابلية إدماج الشباب العاطل عن العمل في سوق الشغل المباشر والقيام بالتحاليل والتجارب للمواد الاولية قصد تحسين جودتها وضبط مواصفات لها والتركيز على متطلبات السوق وميولات المستهلك في التصميم وكذلك تخصيص فضاءات بالصالونات والمعارض في الداخل والخارج لعرض النماذج المبتكرة والتعرف على مدى تجاوب المهنيين وإقبال المستهلكين عليها.
وذكر أنه سيتم قريبا التوقيع على اتفاقية لتسهيل ترويج منتوجات الحرفيين في الجهات وتركيز خلايا جهوية للتأطير الفني والقيام بسلسلة من الندوات للتعريف ببرامج تنمية الصناعات التقليدية في الجهات.
ويبقى القطاع قطاعا ذا قدرة تشغيلية هامة كما لديه امكانيات كبيرة في تثمين وحسن توظيف الخامات والموارد الطبيعية المحلية,فضلا عن توفر كفاءات ومهارات حرفية عالية في جميع المناطق قادرة على الارتقاء بجودة المنتوج وتنويعه.
شادية الهلالي