تونس-افريكان مانجر
على الرغم من الظرف الاقتصادي الصعب الذي مرت به البلاد خلال السنتين الماضيتين إلا أن BH BANK تمكن من تحقيق مؤشرات مالية متميزة تجعله في تطور مستمر.
ويعمل البنك على مزيد تدعيم أسسه المالية حتى يتمكن من مواصلة الإحاطة بحرفائه من أشخاص طبيعيين و مؤسسات اقتصادية، بحسب ما أكده مدير عام BH BANK هشام الربيعي.
ارتفاع مستوى الادخار
في حوار مطوّل لافريكان مانجر، أكد هشام الربيعي، أن من بين أهم أهداف البنك على المدى المتوسط و البعيد هو تدعيم أسسه المالية بصفة متواصلة بهدف تحقيق الإحاطة الشاملة بالحرفاء مهما كان حجم و طبيعة انشطتهم .
وأشار إلى انه لتحقيق هذا الهدف فانه لا بد أن يكون للبنك نوعية الموارد المالية وحجم الموارد الذاتية التي تمكنه من الإحاطة بعملائه سواء كانوا ذوات معنوية أو مادية أشخاص أو شركات.
وأوضح، “أن أساس كل عمل بنكي هو أن يكون البنك في أريحية على مستوى نوعية السيولة و حجم السيولة وكلفتها”.
وأكد محدثنا، أن البنك اشتغل منذ أكثر من سنتين على كيفية الوصول إلى هيكلة السيولة و الموارد و مجموع الودائع بشكل يمكنه من الضغط على كلفة السيولة و خاصة كيفية ارتفاع نسق نمو الودائع لأجل و مستوى موارد الادخار.
الصلابة المالية للبنك
وبحسب مدير عام BH BANK، فان البنك تمكن خلال سنتي 2020 و2021 من زيادة مستوى الادخار بـ أكثر من 600 مليون دينار و ذلك على الرغم من ان سنتي 2020 و 2021 يعدان من أصعب الفترات على المستوى الاقتصادي و على مستوى نقص السيولة.
وأكد أن الأرقام المسجلة تعكس قدرة موظفي البنك على تعبئة هذا المستوى من الادخار فضلا أنها من بين أهم المؤشرات التي تدل على مدى قدرة مؤسسة BH BANK على الإحاطة بالحرفاء الذين هم في حاجة للتمويل.
وشدد على ان البنك، يعمل على استرجاع نسق و طبيعة نشاطه الأصلي ك”صندوق ادخار” و جعله من انشط البنوك على مستوى تعبئة الادخار وطنيا.
ولفت إلى أن الادخار هو ما يقابل حجم الاستثمارات وهو الرافعة الأساسية لدعم الاستثمار على المستوى الاقتصادي.
الموارد الذاتية للبنك
وفي معرض حديثه عن الموارد الذاتية للبنك، بين الربيعي أن الموارد الذاتية بلغت مستوى فاق المليار دينار وهو “مستوى جيّد و نسعى لتدعيمه سنة 2022 و السنوات القادمة “.
ويرى الربيعي، ان تدعيم الأسس المالية للبنك يتطلب المرور للنظم المحاسبية و التقارير المالية ومزيد التحضير على مستوى التنظيم و المحاسبة و المدخرات الموضوعة على ذمة البنك مقابل كل اصولها .
وشدد على السعي إلى الامتثال المستمر و الدائم لكل المؤشرات القانونية المرتبطة بالعمل البنكي و خاصة منها المؤشر الخاص بالسيولة LCR و مؤشر الودائع LTD و مؤشر الملاءة ومؤشر Tire one .
وخلص إلى إن البنك بفضل احترامه للمؤشرات المعتمدة في النشاط البنكي حقق أرقاما هامة تجعله اليوم في وضعية مريحة و مقبولة، وفق قوله.
أزمة كوفيد-19
وبخصوص أزمة كوفيد-19 و تداعيتها على الأشخاص و المؤسسات، أكد الربيعي، ان BH BANK ، نجح في أن يكون في مستوى و حجم المسؤولية خلال الأزمة.
وقال، “لقد نحجنا إلى حد بعيد في الإحاطة بكل الحرفاء والمرور بكل أمان من هذه الفترة الصعبة و الاستثنائية”.
وتابع، “الى غاية نهاية سنة 2021 لا وجود لمؤشرات تُبين وجود تراجع حاد أو استثنائي في نوعية الاصول أو القروض المسداة للأشخاص الطبيعيين أو الشركات باستثناء بعض الحالات المرتبطة بإشكاليات تتجاوز فترة الازمة الصحية “.
وقد تم تقريبا إسناد أكثر من 820 مليون دينارفي شكل قروض من بينهم 220 مليون دينار إحاطة للشركات و الأشخاص الطبيعيين (قروض جديدة) و حوالي 600 مليون دينار تأجيل أقساط، وهو ما ساهم في تمكين الشركات من تجاوز الصعوبات في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت بها بسبب تداعيات الجائحة.
وأوضح أن البنك اعتمد طريقة عمل استراتيجية خلال الأزمة ارتكزت أساسا على دراسة الملفات حالة بحالة بشكل مرن و سريع، وذلك بهدف الاستجابة إلى اكبر قدر ممكن من مطالب الحرفاء من الأشخاص الطبيعيين او من المؤسسات مع الأخذ بعين الاعتبار كل التغييرات الطارئة على مداخيله و مراعاة الظرف الذي مرت به البلاد و المنظومة الاقتصادية بشكل عام بسبب الجائحة.
وأقر هشام الربيعي، ان الأمر لم يكن سهلا و لكن البنك يعمل على تهيئة الظروف الملائمة لحرفائه للمرور من الأزمة.
وأضاف، طالما هناك إمكانيات لدى الشركات على الإنتاج و التطوير فان البنك لن يتخلى عنهم، موضحا ان الشركات التي لم تتمتع بالقروض و لم تحظى بالمساعدة فأنها لا تتوفر فيها ادنى الشروط الضرورية و التي أهمها القدرة على الإنتاج و التطوير وقد استنفذ البنك كل الإمكانيات لتحسين وضعيتها خاصة و أن عدد من الشركات في تونس تنقصهم الموارد الذاتية او يعانون من نسق متعثر على مستوى السيولة حتى قبل الجائحة ، وفق تقديره.
ولفت إلى أن بعض الحرفاء من المؤسسات تمكنوا من التأقلم مع الوضع الاقتصادي الوطني و العالمي و توصلوا إلى الترفيع في رقم معاملاتهم و الانفتاح على الأسواق الخارجية خاصة الأوروبية.
وشدد على انه إلى جانب الإحاطة المادية فأنهم يقومون بمراقبة و تتبع هذه الاستفاقة الاقتصادية للحرفاء و تقديم المساعدة و النصح لهم حتى يكونوا في مستوى التحولات الإقليمية و العالمية .
أهداف البنك 2022
“نطمح أن نكون في نسق أسرع و اكبر بقدر تطلعات الشركات الاقتصادية و أن يكون البنك دافع و محفز للاستثمار و الولوج الى الأسواق الدولية الأوروبية و الأفريقية”، ذلك ما أكده محدثنا في ما يتعلق بأهدافهم سنة 2022.
وشدد على أن BH BANK، له أهداف مالية باعتبار نشاطه الأصلي ولكن كذلك له أهداف ومردودية اقتصادية تتمثل في تهيئة الظروف المناسبة للشركات حتى تتموقع في الأسواق العالمية و تُرفع من نسق نشاطها ومن نسق مردوديتها.
وكشف الربيعي، ان هذا الاستحقاق الاقتصادي انخرط فيه البنك بالتزام ومسؤولية و سيعمل على مزيد دعمه بشكل أكبر و أكثر وضوح عبر لعب دور استشاري و توجيهي لهذه المؤسسات في مجالات اقتصادية و تجارية و كذلك في مجال مخاطر الصرف، من خلال السعي لاستقاء المعلومة واستباق المخاطر.
استثمار في كفاءاته البنكية
وشدد محاورنا على أن البنك حتى يتمكن من توفير الإحاطة اللازمة للحرفاء فانه يعمل على الاستثمار في الموارد البشرية و الاستثمار في كفاءاته و قدراته عبر التكوين المستمر و تنويع التجارب و توفير الإمكانيات اللازمة لهم حتى يكونوا في مستوى تطلعات الحريف.
خدمات
وبحسب محدثنا فقد أطلق BH BANKخدمات جديدة من بينها منتوج مالي جديد ” e-trade” حظي بالقبول من قبل عدد كبير و هام من الحرفاء وهو منتوج يخصّ الشركات ويُمكن الحريف من القيام بكل عملياته المالية مع الخارج عن بعد خاصة عملية التحويل إلى الخارج بشكل مؤمن و رقمي 100% .
وتمكن هذه الخدمة التي يتم فيها اعتماد الإمضاء الالكتروني، الحريف من مراقبة العملية المالية عن بعد و على مستوى الفرع و المصالح المركزية.
كما يستعمل هذه الخدمة كذلك الأشخاص الطبيعيين على غرار الأولياء ممن لديهم أبناء يدرسون بالخارج حيث تمكنهم من تحويل مبالغ مالية في إطار ملف الدراسة بالخارج دون التنقل.
هذا وانطلق الموظفين بالبنك حديثا، في عملية التسويق لمنتوج جديد يمكن الحريف من دفع فواتيره مهما كان ضعف قيمة المبلغ بفضل تطبيقة على هاتفه الجوال. وهذه التطبيقة تعتمد أساسا على الدفع عن طريق QR CODE و لها عديد الأهداف أهمها التقليص في الأموال النقدية المتداولة بين الأشخاص بالإضافة إلى تعبئة أكثر للسيولة من خلال إدماج المبالغ البسيطة في الدورة النقدية.
كما ستمكن هذه الخدمة الحرفاء من تقليل تداول الأوراق النقدية التي تعتبر مكلفة بالنسبة لهم.
وقد دخلت هذه التطبيقة حيّز الاستغلال و ستساهم في توفير أكثر أريحية للحرفاء. و يسعى البنك الى التوصل الى المقاصصة بين البنوك حتى يتم التعامل بهذه التطبيقة بين مختلف المؤسسات البنكية و لاتقتصر فقط على BH BANK.
وأفاد الربيعي، أن هذه الخدمات الجديدة تم إطلاقها دون توظيف أعباء إضافية على الحرفاء.
التونسيين بالخارج
ويتوجه BH BANK كذلك نحو مزيد الاهتمام بالتونسيين المقيمين بالخارج و كيفية الإحاطة بهم في مختلف المجالات، وذلك من خلال وضع برنامج هام و خاص بأصحاب الشهائد العليا بالخارج، إذ سيتم تخصيص فريق من المختصين صلب البنك تكون مهمته الأساسية الإحاطة بهذه الفئة من الحرفاء في مختلف دول العالم و في مجالات الاستثمار و خلق المؤسسات والتشجيع على الشراكة.
وخلص مدير عام BH BANK على ان الفترة القادمة ستكون فترة تحدي سيثبت فيها البنك قدرته على الإحاطة بكل الحرفاء من جميع الفئات و في كل المجالات و الاختصاصات مع الاستمرار في تدعيم الصلابة المالية و مستوى المردودية والالتزام بقواعد التصرف الحذر والامتثال والتحكم في المخاطر. –