تونس-أفريكان مانجر
عودة ظهور شبح الإرهاب في تونس، وتواتر عمليّات القبض على إرهابيين أو المشتبه في تورّطهم في عمليّات إرهابيّة وفرار اخرين وتبادل إطلاق النّار… كلّها تهديدات للأمن العامّ ومؤشّر واضح على تغلغل الإرهاب في بعض المناطق، وبحلول شهر رمضان ازدادت المخاوف من امكانيّة حدوث عمليّات ارهابيّة، خاصّة وأنّ رمضان أصبح يذكّرنا بالمجزرة التّي حدثت السّنة الفارطة بالشّعانبي.
وفي هذا الإطار، عبّرت بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للدّراسات الاستراتيجيّة الأمنيّة والعسكريّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” عن مخاوفها من إمكانيّة تنفيذ عمليّات إرهابيّة في شهر رمضان، خاصّة وأنّ مثل هذه الممارسات في شهر رمضان تذكّر هذه المجموعات الإرهابيّة بالفتوحات الإسلاميّة وبالغزوات التّي تمّت في رمضان، وهو ما يفسّر على حدّ تعبيرها المجزرة التّي وقعت في الشّعانبي السنة الفارطة.
من جهة أخرى بيّنت محدّثتنا أنّه يجب اتّخاذ كلّ الاحتياطات اللّازمة من قبل وزارتي الدّاخليّة والدّفاع، لأنّ هذه المجموعات الإرهابيّة بخلاياها النّائمة ولم تعد منظّمة ولم تعد قادرة على أخذ الأوامر من قياداتها بفعل التّضييق الذي سلّط عليها من قبل الدّاخليّة والدّفاع سواء من ناحية تفكيك كثير من شبكاتهم أو من ناحية محاصرتهم في بعض الجبال، الشّيء الذي من شأنه أن يدفع هذه الخلايا النّائمة الى القيام بعمليّات ارهابيّة متى سنحت لهم الفرصة دون الرّجوع الى قياداتهم.
ورغم هذه المخاوف التّي عبّرت عنها بدرة قعلول، الى جانب كثير من المواطنين، إلاّ أنّ أنور معلّى الخبير في التّواصل العمومي عبّر عن ارتياحه حول هذا الموضوع واستبعد امكانيّة حدوث عمليّات ارهابيّة في بلادنا خلال شهر رمضان، وقال في هذا الإطار أنّ التّونسي اليوم أصبح أكثر يقظة وأكثر تفطّن وأصبح يتعامل مع الأجهزة الأمنيّة ويبلّغ عن كلّ أيّ تحرّكات مشبوهة أو شكوك بهذا الخصوص، مضيفا أنّ الأجهزة الأمنيّة تعمل بشكل أفضل بهذا الشّكل، حيث يصبح الإرهابي معزول، يرتجل مخطّطاته دون تخطيط مسبق وهذا يقينا على حدّ تعبيره من حدوث عمليّات ارهابيّة.
وأضاف نفس المصدر أنّ الخوف اليوم ليس من عمليّات ارهابيّة بل الخوف وكلّ الخوف من العنف الانتخابي، عنف يمكن أن يسبق أو يصاحب الانتخابات على حدّ تعبيره، وفي هذا الإطار يدعو محدّثنا كلّ القيادات السّياسيّة الى التّصدّي لمثل هذه الممارسات وعدم الانزلاق فيها لحماية مصالحهم والحرص على حماية المصلحة العامّة، هذا الى جانب الدّعوة الى التّصدّي لكلّ مظاهر التّطرّف والفتنة والحوارات الموجّهة… في بعض الوسائل الإعلاميّة المكتوبة والمسموعة والمرئيّة وغلق كلّ من لم يلتزم بالشّروط المعمول بها، خاصّة وأنّه سبق وأن جعلت إحدى الإذاعات من “داعش” ثوريين.
هدى