تونس-افريكان مانجر
اعتبر السياسي ورئيس مجلس نواب الشعب السابق مصطفي بن جعفر، في تدوينة نشرها على صفحته فايسبوك، حول مسار تشكيل الحكومة، انه كان من المنتظر أن يجد رئيس الحكومة المكلف وحركة النهضة الداعمة له صعوبات موضوعية خلال عملية تشكيل حكومة تعبّر عن النتائج التي أفرزتها الصناديق وتنسجم مع النفس الثوري الأغلبي ومطلب الناخبين في اتجاه القطع مع التوافق الرخو الذي أدى بالبلاد إلى حالة التعطل التي شملت جل القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وارجع ذلك لأسباب عدّة أبرزها ان المشهد السياسي الفسيفسائي والتشتت الذي طغى على تركيبة البرلمان أدى إلى صعوبة تشكيل حزام سياسي منسجم و أغلبية برلمانية مستقرة.
و تابع “غير أن هذا العامل ليس المتسبب الوحيد في هذا الفشل، إذ أن غموض المنهجية المتبعة وبعض السلوكيات الغريبة عن أساليب التفاوض المعهودة وتوخّي نهج المزايدات التي لا طائل من ورائها والمطالب التعجيزية بالإضافة إلى نشر غسيل المفاوضات على المنابر الإعلامية، كلّها عوامل ساهمت بشكل مباشر في إعاقة سير عملية التفاوض ورفع منسوب انعدام الثقة بين الأطراف المعنية”.
واضاف، “لا شك أن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي بذل جهدا مضنيا و قدم تنازلات هامة أثناء المفاوضات- و هذا يحسب له- و لا شك أنه لم يلق من بعض الأحزاب المعنية التجاوب الضروري – وهو أمر مؤسف جدّا- و لكن رغم كل المعوقات كان من الممكن أن تتوّج المفاوضات بتشكيل حكومة تمثل طيفا لا بأس به من الفائزين في الانتخابات لو تفادينا منهجية التعنت وليّ الذراع وغلّبنا المصلحة الوطنية على مصلحة الأحزاب”.
واكد انه في كل الحالات لا يمكن أن نقبل بان تكون الصعوبات عنصرا محددا وحجّة قاطعة تبرّر التنكّر للرسالة البيّنة التي أرسلها الشعب عبر انتخابات 2019.
واشار الى انه كان من المفروض أن لا نعيد أخطاء الماضي وأن نستخلص الدروس من تجربتي 2011 و2014، وفق تعبيره.
وخلص بن جعفر الى أن “حكومة الكفاءات المستقلة”، ستكون فاقدة للشرعية السياسية فحالما تهب العاصفة الأولى لن تجد من يستميت في الدفاع عنها أو على الأقل يتبناها، حكومة فاقدة للانسجام، ستعمل في مناخ تسوده الريبة ولن تكون لها رؤى أو مشروعا، وفق تعبيره.