تونس-أفريكان مانجر
الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، هارون زيلين، في دراسة له إلى أن تونس اليوم هي محل تنافس بين تنظيمي “داعش” و”القاعدة”.
وقال زيلين انه وخلال الشهر الماضي، كانت هناك دلائل متزايدة بأن “داعش” ينوي بناء ولاية أو إمارة جديدة له في تونس في المستقبل القريب، تحت اسم “ولاية إفريقيا”، وهو الاسم القديم من العصور الوسطى لمنطقة تونس، فضلاً عن شمال غرب ليبيا وشمال شرق الجزائر.
ولفت الباحث إلى أن هذا قد يشكل تحدياً للفرع التونسي لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، الذي يحتكر عمليات التمرد والإرهاب في تلك المناطق منذ أن بدأت حملتها في جبل الشعانبي، غرب تونس، على طول الحدود مع الجزائر، وذلك في ديسمبر 2012.
خطر تصاعد أعمال العنف
وأكد زيلين على توسع التنافس بين التنظيمين ممكن أن ينجم عنه تصاعد أعمال العنف، من خلال شنهما هجمات على غرار تلك التي وقعت على “متحف باردو الوطني” في مارس الماضي.
كما لفت إلى أن تنامي التنافس بين التنظيمات المتطرفة قد يضع مزيداً من الضغط على الدولة التونسية التي هي قادرة، حتى الآن، على السيطرة على العنف الإرهابي منذ اندلاع الثورة.
كذلك طالب بأخذ المزيد من اليقظة والحذر، من قبل كل من الدولة والمجتمع، في تونس للحفاظ على النظام والتقليل من آثار العنف.
كتيبة عقبة ابن نافع لم تغير الواقع في تونس
و قال الباحث الامريكي في ذات السياق انه “في حين ما زالت «كتيبة عقبة بن نافع» تخوض تمرداً على مستوى منخفض دام عامين ونصف العام، إلا أنها لم تغيّر من الوضع القائم في تونس. ولذلك، إذا حاول تنظيم «الدولة الإسلامية» القيام بحملة إرهابية أو حملة تمرد واسعة النطاق في تونس، فقد يرتفع الضغط على «كتيبة عقبة بن نافع»، ومن الممكن أن يترتب عن ذلك مواجهة سيناريو يطرح مزايدات في العنف المتصاعد.
و توقع ذات المصدر أن يضع ذلك مزيداً من الضغط على الدولة التونسية التي كانت قادرة – حتى الآن – على السيطرة على العنف الجهادي منذ اندلاع الثورة. وهذا يعني أنه من المحتمل أن تحاول إحدى المنظمتين أو كلتيهما شن هجوم واسع النطاق، يسفر عن كسب جمهور إعلامي كبير، نظراً لبداية الموسم السياحي. بالإضافة إلى ذلك، وفي أعقاب هجمات “متحف باردو الوطني”، قام أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية» بقلب الوسم المعروف بـ (#IWillComeToTunisiaThisSummer – سآتي إلى تونس هذا الصيف) رأساً على عقب – وهو الموسم المتعلق بدعم صناعة السياحة التونسية، وذلك بإظهار صور لوابل من الرصاص والأسلحة، ملمحين بأنهم سيأتون أيضاً إلى تونس هذا الصيف. لذلك، فإن أخذ اليقظة والحذر، من قبل كل من الدولة والمجتمع، سيكون حيوياً للحفاظ على النظام والتقليل من آثار العنف.