تونس- افريكان مانجر
“تطوير قطاع الألبان في تونس يستوجب وضع استراتيجية ورؤية جديدة لمواجهة مختلف التحديات المطروحة، وضمان مواصلة الاستثمار في قطاع تربية الأبقار وبالتالي المحافظة على الثروة الحيوانية والنسيج الاقتصادي والاجتماعي للفلاحين”، وذلك استنادا الى ما أكده مدير التنمية لمجمع ديليس دانون، عبد الرحمان سعيد.
تصور جديد لتطوير منظومة الالبان
وأوضح سعيد في تصريح لـ “افريكان مانجر” على هامش انعقاد ندوة علميةحول “الحليب في تونس،استثمار المستقبل “، بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية، أنّ قطاع الألبان واجه خلال سنة 2023 العديد من الإشكاليات والصعوبات تسبب في تذبذب توفر مادة الحليب بالأسواق، ويتمّ اليوم صلب جمعية منظومة الألبان تدارس الوضعية والمقترحات للمحافظة على الإنتاج الوطني الفلاحي.
وعبر عن أمله في تحسن الإنتاجية خلال سنة 2024، من خلال صياغة تصور جديد يقوم على توفير التقنيات اللازمة للفلاح ودعمه لزراعة الأعلاف محليا والتقليص من التعويل على الاعلاف الموردة التي تستنزف موارد مالية هامة من العملة الأجنبية.
وحث المصدر ذاته على توفير الأعلاف الخشنة بما سيساهم في الر فع من مردودية القطاع ككلّ والتخفيض من كلفة الإنتاج.
وقال عبد الرحمان سعيد إنّ تونس حققت الاكتفاء الذاتي من مادة الحليب سنة 2000، غير أنّ العديد من العوامل تسببت في تذبذب الإنتاج.
من جانبها، أفادت هاجر شباح رئيسة جمعية منظومة الالبانDAIRY CLUB TUNISIA أنّ تحقيق الأمن الغذائي للحيوان لا يقلّ أهمية عن تحقيق الأمن الغذائي للإنسان والذي بات اليوم حديث مختلف البلدان في ظلّ التغيرات المناخية والجيوسياسية.
زراعة الأعلاف أولا
وشددت شباح على جميع حلقات الإنتاج من الفلاحين الى مركزية الحليب والمجمعين ومصانع الأعلاف تبحث عن حلول لترفيع الإنتاج وتحسيس المزارعين بأهمية انتاج الأغذية للحيوانات، وتابعت قائلة ” مركز الثقل اليوم هو الفلاح باعتبار أنّ الامن الغذائي هو الأساس في كل الدول”.
ودعت محدثتنا الى تشجيع الفلاحين على زراعة الاعلاف من فصة وقصيبة وذرة…. كما دعت الى منح تسهيلات وامتيازات لحث الشباب على الاستثمار في المجال الفلاحي مشيرة الى ان معدل اعمار الناشطين في القطاع يقدر بـ 65 سنة.
ولفتت الى أنّ التقليص من الاعلاف الموردة سيقلص من كلفة انتاج الحليب والمقدرة تقريبا بـ 1800 مليم.
الإحاطة الفنية للفلاح
وبخصوص وضعية قطاع تربية الابقار، يرى المهندس المختص في تربية الأبقار تيجاني محمد أنّ الفلاح يعيش حاليا وضعا حرجا ولا يُحقق المرابيح المطلوبة وهو ما دفع بالعديد من الفلاحين الى التفكير في التخلي عن القطيع، هذه الوضعية تدفعنا الى البحث عن حلول عاجلة لإنقاذ القطاع الذي يواجه صعوبات في التزود بالاعلاف نظرا لغلاء أسعارها.
في المقابل أكد المصدر ذاته في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ تربية الابقار قطاع حيوي وعنصر رئيسي في خلق التنمية الجهوية، مشددا على وجوب توفير الإحاطة الفنية والتقنية اللازمة للفلاح حتى يتمكن من التصدي للعراقيل، واقترح في هذا السياق تكليف مهندسين وتنظيم دورات تكوينية للفلاح.
القطاع في ارقام
تشير التقديرات الصادرة عن جمعية DAIRY CLUB TUNISIA، إلى أنه يتم تجميع 640 مليون لتر في تونس ويتم تحويل 86% من هذه الكميات لتوفير 553 مليون لتر من الحليب المعقم النصف دسم بما يمكن من توفير 100 لتر من الحليب ومشتقاته لكل مواطن.
ويسجل القطاع نقص موسمي ومتكرر ويمتد في فترات إنخفاض الإنتاج الفيزيولوي (الغرازة) بنسبة 9% وقد تفاقم هذا النقص بسبب تراكم عدّة عوامل أثرت سلبا على جهاز الإنتاج بشكل أساسي وعلى جميع الحلقات والتي أدّت إلى غياب الحليب في المتاجر ولدى المواطن.
وتتمثل بعض مقترحات جمعية الألبان في تونس على المدى القريب فيتوفير الأعلاف الخضراء والخشنة بالكميات والجودة والأسعار المقبولة، لأنها تمثل في الواقع 70 إلى 80 % من كلفة الإنتاجوالسّماح للفنيين بإستغلال الأراضي الدولية والغير المستغلة لتوفير الأعلاف الخضراء والخشنة عبر عقود أهداف .
كما تطالب ترفيع في السعر الأدنى المضمون عند الإنتاج بما يتلائم وتكاليف الإنتاج ويسمح بالتشجيع على مواصلة الإنتاج والإستثمار في القطاع للأجيال القادمة والمحافظة على الثروة الحيوانية والنسيج الاقتصادي والإجتماعي لقطاع مربي الأبقار في تونس والذي يشمل حوالي112 ألف مربي في تونس
على المدى المتوسّط، تقترح الجمعية تطبيق معايير الجودة والواردة بالمواصفات التونسية NT14-38-1983 بما يمكن من التصدي لعمليات الغش من إضافة الماء في الحليب المنتج بما يمكن من توفير حوالي 50 مليون دينار سنويا تكون موجهة لدعم المربين.
ودعت أيضا الى الإعتماد على خلاص الحليب حسب الجودة عند الإنتاج ضمن خطة وطنية تمتد على فترة أقصاها 3 سنوات طبقا للمواصفات التونسية NT14-141-2004 وذلك للتصدى لظاهرة الغش خلال التجميع والتخزين والتصنيع.