ما هي استحقاقات الشباب التونسي في المرحلة التأسيسية؟
سؤال طرحناه على الشاب أمين بركالله خلال المنتدى التفاعلي الذي نظمه اليوم الثلاثاء المرصد الوطني للشباب حول “استحقاقات الشباب التونسي في المرحلة التأسيسية بحضور ممثلين عن منظمة اليونسكو والبنك الدولي بتونس وأساتذة جامعيين وعدد كبير من الشباب فجاءت الإجابة كالتالي:
“هناك إشكال حقيقي لتحديد هذه الاستحقاقات, فعلى المستوى البيداغوجي لا يمكن أن تطرح هذه الاستحقاقات في الصالونات بل يجب أن يتم الاحتكاك مباشرة بالشباب وأن يتم التوجه إليهم في المناطق الشبابية حتى نعرف وندرك عن قرب ماذا يريدون. أما فيما يتعلق بموضوع المنتدى و المرتبط بالاستحقاقات فذلك يجرنا حتما إلى الحديث عن الحق في التشغيل .فالمطلوب اليوم هو إيجاد حلول لهذه المعضلة وأعتقد أنه حان الوقت ليشارك الشباب في صياغة هذه الحلول ومن ثمة بالإمكان أن يتم التوجه نحو حثهم على المشاركة في الحياة السياسية والثقافية .إذا فالاستحقاقات هي سلسلة مترابطة ومتكاملة وفقدان وصلة منها يمكن أن يفقد كامل المنظومة فاعليتها.”
ويضيف محمد زياد البدوي وهو شاب أيضا وممثل عن الجمعية التونسية للتنمية البشرية والتدريب :” كانوا بالأمس القريب يوهموننا بأننا الحل لكن على ما يبدو كنا المشكل الكبير أما نحن اليوم أي شباب 14 جانفي فسنكون فعلا الحل لمشكل تواصل على امتداد أكثر من 23 سنة.فالانخراط في العمل الجمعياتي بصفة فعالة من شانه أن يسهم في تنمية القدرات وان يوجهنا أكثر نحو المشاركة في الحياة السياسية. كما أن تشريكنا في صياغة المنوال التنموي الجديد مطلب أساسي حتى نمارس استحقاقاتنا الاقتصادية.فنحن اليوم بقطع النظر عن ما أطلقوه علينا من تسميات على غرار شباب
“الجال”و”الفايسبوك “أثبتنا للعالم اجمع أننا قادرون على أن نفعل ما لم يستطع غيرنا القيام به.” وفي حوار جمعنا بالمدير العام للمرصد الوطني للشباب أوضح السيد محمد الجويلي أن الهدف من هذا المنتدى هو إعطاء الفرصة للشباب ليجتمعوا ويتحاوروا و أنهم كمرصد لن تكون لهم وصاية عليهم ولن يلعبوا كذلك دور الرقيب بل مهمتهم تكمن في مجرد مرافقتهم . ويقول في هذا الإطار :” لسنا نحن من نحدد هذه الاستحقاقات بل سيتم مناقشتها داخل ورشات ثم يتم بعدها صياغة جملة من المقترحات سنرفعها إلى صناع القرار ويكون بذلك للمرصد فرصة للتعرف على توجهات الشباب ومشاغلهم.” ويضيف المدير العام للمركز أن حضور ممثلين عن اليونسيف والبنك الدولي يترجم مساندتهم لنا كما ذكر أن البنك الدولي سيقوم بدراسة ميدانية لمعرفة الحواجز التي تحول دون إدماج الشباب في الحياة العامة مشيرا إلى أن هذه الدراسة التي هي في طور الإعداد ستشمل مختلف الجهات .
وعن الاستحقاقات السياسية والمدنية للشباب يقول الأستاذ المحاضر بكلية الحقوق والعلوم السياسية محمد شفيق الصرصار أن هذه الاستحقاقات تطرح إشكالا كبيرا.حيث اعتبر أن جملة الدساتير الموجودة في العالم وعددها حوالي 156 فيها 40 دستور فقط ينص على هذه الاستحقاقات.
ومن جانبه يرى الخبير الدولي في منظمة العمل الدولية عبد الكريم كبير أن دور الشباب اليوم يجب أن يكون كدور المرصد أي أن يكون بالمرصاد وأن يتخطى هفوات السابق التي كلفتنا باهظا.فإذا لم يستوعب الشباب التاريخ والعبرة فلن يستطيع التقدم نحو الأمام. كما انه يرى أن دورهم هام جدا خلال هذه المرحلة الحاسمة التي سيتم فيها إرساء المبادئ الأساسية التي ستثبت وجودهم.
وأشار إلى أن نسبة الشباب في البرلمانات العربية لا تتجاوز 7 بالمائة في حين أن عليهم الوصول إلى مراكز القرار داعيا الشباب الحاضر إلى ضرورة المطالبة بهذا الحق وبإدماجهم في الدواليب الاقتصادية.