أفاد موقع “تانيت برس” أن حادثة ظهور حمه الهمامي زعيم حزب العمال الثلاثاء في برنامج ” سياسي في الفخ ” أبرزت تململا و سخطا داخل حزبه بعد أن استنجد الهمامي بنور الدين البحيري وزير العدل بواسطة هاتفه الجوال على الهواء مما كشف عن اتصالات بينهما .
و يقول الغاضبون داخل حزب العمال أن تنسيقا يجري فعلا بين قيادة حزبهم و حركة النهضة . ولاحظوا أن حمه الهمامي بصدد تعطيل نقاشات الجبهة التقدمية الى حين تعيين الوزراء الجدد و إجراء التحوير الوزاري المنتظر .
و تؤكد نفس المصادر، أن زعيم حزب العمال كان قد تغيّب عن اجتماع الجبهة التقدمية الذي انعقد الثلاثاء و الذي ضمّ عددا من الاطراف اليسارية و القومية ، ليُطرح أكثر من سؤال حول النقاشات الجارية بين حزب حمة الهمامي و حزب راشد الغنوشي .
ولم ينفك مراقبون لمواقف حمة الهمامي يلاحظون أنها لصيقة بالترويكا منذ تشكيل الائتلاف الحاكم :حيث صوّت ممثلو حزبه في التأسيسي لفائدة المرزوقي يوم 12ديسمبر 2011وبعد أن تسرّبت المعلومة أكّدها محمد مزام في برنامج تلفزي على الملا فهمه كثيرون أنه رفع للحرج الذي عاشه الحزب منذ التصويت السري على المرزوقي .
كما استغرب الملاحظون من موقف حمة الهمامي من حادثة العبدلية وكيف أنه التزم ببيان الرئاسات الثلاث وجاء تصريحه مطابقا حرفيا لما قاله علي العريض أمام التأسيسي من أن بقايا التجمع هم من أشعلوا نار الفتنة وقاموا بعمليات الحرق . وتبين لاحقا أن القضية مفبركة وأن اللوحات التي قيل انها تسيء للمقدسات اما انها موجودة في معرض عالمية أخرى أو تم تأويلها الحرفي بناء على فهم سلفي معاد للفن . وصادفت أحداث معرض العبدلية جهودا من الترويكا لتمرير قانون منع التجمعيين من الترشح للانتخابات القادمة .
ولاحظ المراقبون أيضا كيف أن حمة الهمامي قال في اجتماعات الجبهة الشعبية 14 جانفي أنه يجب استهداف نداء تونس بصفة أساسية وهو ما رأى فيه الملاحظون تناغما تاما مع المرزوقي والنهضة .
وربط نفس الملاحظين بين انشاء حزب العمال للجنة تدقيق الديون الخارجية لتونس والمطالبة بايقاف دفع أقساطها وبين امتناع المرزوقي عن التوقيع على قانون زيادة حصة تونس في صندوق النقد الدولي . واعتبرها نفس الملاحظين تبادلا للهدايا السياسية بين الترويكا وحمة الهمامي لأغراض سياسية .