تونس- افريكان مانجر
تُسارع تونس الزمن لبلوغ نسبة 35 بالمائة من اعتمادها على الطاقات المتجددة في توليد الكهرباء، ورغم تشكيك البعض في قدرة البلاد على تحقيق هذا الهدف المنشود بحلول سنة 2035، فإنّ وزارة الصناعة تُؤكد إمكانية توسيع انتاج الطاقة بالاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
واستنادا الى ما أكده كاتب الدولة لدى وزيرة الصناعة المكلف بالانتقال الطاقي وائل شوشان في حوار مع “افريكان مانجر” فإنّ الاقتصاد التونسي يتركز على المشاريع الطموحة في مجال الطاقات المتجددة، مُعتبرا أنّ مشروع محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بالسبيخة من ولاية القيروان من أضخم المشاريع حاليا، كما ينتظر ان تشهد الفترة القادمة مشاريع أخرى في الطاقات البديلة.
وشدد على أنّ توسيع استخدام الطاقات المتجددة سيساهم في الحد من العجز في الميزان التجاري والعجز الطاقي …
وفي ما يلي نص الحوار كاملا:
- ما مدى مساهمة مشروع محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بالسبيخة في المساهمة من نفقات انتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي؟
يعدّ مشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية بالسبيخة من ولاية القيروان، من أضخم المشاريع في مجال الطاقات المتجددة التي تشهدها تونس، بإعتبار أنّ قدرتها 100 ميغاواط، علما وأنّ المشاريع المنجزة سابقا كانت في حدود 1 ميغاواط.
ويعتبر هذا المشروع الذي إنطلقت أشغاله بشكل رسمي يوم 8 ماي الجاري، خطوة كبيرة وهامة في اطار البرنامج الوطني للانتقال الطاقي.
ومع دخوله حيز الاستغلال خلال سنة 2025، سيُمكن من التقليص سنويا بنحو 50 مليون دينار من نفقات إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي.
وسيوفر المشروع الجديد البالغة كلفته 300 مليون دينار نحو 40 موطن شغل جديد.
- هل ستشهد الفترة القادمة مشاريع مماثلة لتقليص العجز الطاقي؟
مثلما تمّ إعلانه، فإنّ لزمة انجاز مشروع محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بالسبيخة أسندت الى الى شركة اميا باور Amea power الإماراتية.
ونفس المستثمر سيتولى انجاز محطة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية في تطاوين بقدرة 200 ميغاواط، وسيتم في القريب العاجل الإعلان رسميا عن انطلاق الاشغال.
ويعد هذا المشروع من بين دفعة من المشاريع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بطاقة 500 ميغاواط، سيتم إنجازها في إطار نظام اللزمات بخمس ولايات وهي تطاوين (200 ميغاواط) وتوزر ( 50ميغاواط) وسيدي بوزيد ( 50ميغاواط) والقيروان (100ميغاواط) وقفصة (100ميغاواط).
- لماذا تتغيب ولايات الشمال عن مشاريع الطاقات المتجددة، هل هو توجه من الحكومة ؟
البرنامج الوطني للانتقال الطاقي مفتوح على كلّ الولايات، غير أنّ خصوصية كلّ جهة لها تأثير على نوعية المشاريع التي تستقطبها، هناك جهات ومناطق يسهل فيها إنجاز مشاريع طاقات شمسية ومناطق أخرى تستقطب مشاريع لانتاج الكهرباء من طاقة الرياح.
وينتظر أن تشهد الفترة القادمة مشاريع لانتاج الكهرباء من طاقة الرياح في مناطق الشمال.
وفي اطار حزمة جديدة من المشاريع وطلبات العروض بقدرة 1700 ميغاواط منها 600 ميغاوات من طاقة الرياح و1100 ميغاوات من الطاقة الشمسة، وسيكون لولايات الشمال التونسي نصيب من مشاريع انتاج الكهرباء وطاقة الرياح باعتبار ان التضاريس لها تأثير كبير على نوعية المشاريع.
وننتظر قبول العروض بالنسبة للدور الأول من هذه الحزمة بتاريخ 30 ماي 2024.
- هل أنّ تونس قادرة في أفق 2030 على إنتاج 35 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء من الطاقات المتجددة؟
تونس قادرة على تحقيق هذه النسبة، ونشهد اليوم نسقا تصاعديا للاستثمارات في قطاع الطاقات المتجددة.
ومثلما سبق وذكرنا فإنّ العديد من المشاريع بعضها انطلق والبعض الآخر في طور التسوية، مع العلم ان اعتماد الطاقات المتجددة بنسبة 35 بالمائة في توليد الكهرباء يعادل تقريبا 4800 ميغاواط.
وتسعى تونس من خلال إنجاز مشاريع الطاقات البديلة إلى تخفيض كلفة الدعم المخصص لقطاع الطاقة فضلا عن الانعكاس الايجابي على الاقتصاد الوطني والمالية العمومية.