تونس- افريكان مانجر
تواترت خلال الآونة الأخيرة عمليات حجز وإتلاف مواد استهلاكية فاسدة، وآخرها اليوم الخميس 7 ماي 2015 حيث تمّ اكتشاف مخزن عشوائي في منطقة باب الجزيرة بالعاصمة يحتوي على كميات تقدر بحوالي طنّ ونصف الطن من لحوم الحمير والدجاج والديك الرومي غير الصالحة للاستهلاك البشري مصنعة في شكل “مرقاز” و”صلامي” و”لحم مفروم” معدّة للترويج في الأسواق وقع حفظها بواسطة مادة “الأمونيتر”.
وقد خلّف هذا الكمّ الهائل من المحجوزات استياء لدى المستهلكين، مُحملين في ذلك هياكل المراقبة الصحية مسؤولية تزايد حالات الغش والتحيّل والتي أصبحت اليوم تشمل التلاعب بالصحة.
أغلبها في محلات خاصة
وحول هذا الموضوع، قال محمد الرابحي مدير إدارة حفظ صحة الوسط و حماية المحيط بوزارة الصحة ل “افريكان مانجر” إنّ الكميات المحجوزة من المواد الغذائية خلال الفترة المنقضة من العام الجاري تضاعفت بنحو 16 مرّة عن الكميات الجملية المسجلة سنة 2014.
وأضاف أنّ هياكل المراقبة الصحية تعمل في الوقت الحالي على التكثيف من حملات المراقبة للتصدّي لكل محاولات الغش والتلاعب بصحة وسلامة المستهلك، مُشيرا الى أنّ أغلب حالات الغش والمحجوزات سُجلت في محلات غير مفتوحة للعموم.
وأفاد مُحدّثنا أن ما لاحظته فرق المراقبة الصحية في الفترة الأخيرة هو أنّ عددا من المصنعين ومسدي الخدمات أصبحوا يتلاعبون بشكل كبير بصحة المستهلك، كما قال إنّ البعض أصبح اليوم يبتكر عدّة أساليب للغش.
في المقابل، دعا الرابحي المستهلك الى التزود من المحلات المعرفة والخاضعة للمراقبة الصحية تجنّبا لما من شأنه أن يُهدّد سلامته، وحثّ المصدر ذاته المستهلك على تجنّب اقتناء “المرقاز” المعدّ مسبقا لدى الباعة مُؤكدا أنّ أغلب الكميات الموجودة في الأسواق مغشوشة ولا تحتوي سوى اللحوم الفاسدة و فضلات اللحوم.
مخالفات بالجملة
وتأتي هذه التوضيحات في وقت أعلنت فيه هياكل المراقبة الصحية عن حجز نحو 3 أطنان من لحوم الحمير في منوبة كانت مُعدّة لصنع “الصلامي” و”الجنبون”، كما تمكن أعوان الفرقة المركزية للمراقبة الإقتصادية والصحيّة وأعوان الشرطة البلدية بأريانة من حجز 30 ألف قطعة مرطّبات “كايك” تبيّن أنّ ظروف تحضيرها وتعليبها وتخزينها لا تستجيب لشروط حفظ الصحة الضرورية إلى جانب التلاعب بتواريخ الصنع وانتهاء الصلوح كما تمّ حجز كمية تقدر بـ 12.5 طنّا من مصبرات الزيتون و موالح أخرى غير صالحة للإستهلاك كانت معبأة في 123 برميلا بلاستيكيا غير صحية و لا تستجيب للمقاييس العامة لصنع وإستعمال و تجارة المواد و الأشياء المعدة للإتصال بالمواد الغذائية. ….
ووفقا لمؤشرات إحصائية صادرة عن وزارة التجارة، فقد أسفرت حملات مراقبة الجودة للثلاثية الاولى من سنة 2015 عن الحجز الفعلى ل 76 طن من المواد الغذائية المختلفة الفاسدة والغير صالحة للاستهلاك.