تونس- افريكان مانجر
شهد الجنوب الشرقي للبلاد التونسية في أواخر الأسبوع المنقضي وضعا استثنائيا وعلى امتداد يومين جراء تهاطل كميات غزيرة من الأمطار في حدود (200مم) ، حيث بلغ أقصاها بمنطقة الزّارات (249مم) ومارث ( 221مم) وجرجيس (195مم) ومدنين (184مم) وجربة (170مم) علما ان المعدل السنوي للجهة يتراوح بين 150و200 مم.
وقد أصدرت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، في تقرير لها ان هذه الكميات الكبيرة من الأمطار المسجلة قياسية في بعض المحطات، وذلك بالرجوع الى الارقام التاريخية المسجلة، حيث ان تواتر الكميات المسجلة يوم 11 نوفمبر 2017 تجاوز المائة سنة بالنسبة لمحطات الزارات.
وقد خلفت هذه الكميات الكبيرة من الأمطار اضرار مادية وخسائر بشرية بسبب ارتفاع منسوب الأودية وفيضان العديد منها، حيث فقد تم تسجيل حالة وفاة رئيس مركز الحرس الوطني بمطماطة الجديدة وحارس الغابات بمنبت الزركين من معتمدية مارث وثلاث اخرين وفقدان معتمد الجهة. كما تم تسجيل أضرار مادية مسّت بصفة خاصة المنشآت المائية التابعة للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بولايتي مدنين وقابس.
وللاطلاع عن كثب على خطورة الأوضاع بالجنوب الشرقي التونسي، تحول وفد حكومي على عين المكان يترأسه رئيس الحكومة يوسف الشاهد، حيث أوصى بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة، مشددا في ذات السياق، على أهمية تثمين الموارد المائية والاستفادة من نزول الغيث النافع للقطاع الفلاحي.
من جانبها، اتخذت وزارة الفلاحة وفقا لما جاء في نص بلاغها الصادر اليوم الخميس 16 نوفمبر 2017، كل الإجراءات اللازمة لمجابهة مخلفات الفيضانات والأضرار المسجلة، حيث قامت اللجنة المكلفة بمجابهة الكوارث والأزمات التابعة لها بتنشيط الآبار العميقة المعطلة، وإرجاع عمليات التزويد بالماء الصالح للشراب لكل من مدينتي الحامّة ووذرف، وقابس، في يوم الاحد الماضي واتمام بقية الإصلاحات الخاصة بالمنشآت، وذلك بالتنسيق مع اللجان الجهوية و الفرق التّابعة للمندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ومصالح الشركة الوطنية للاستغلال وتوزيع المياه.
كما استبشرت الوزارة بهذه الكميات من الأمطار والنتائج الايجابية التي يمكن أن تحققها على مستوى صابة الزيتون للعام المقبل، فضلا عن مساهمتها في انجاح الموسم الفلاحي على مستوى الزراعات الكبرى والبقوليات وتحسن المراعي وموسم الغراسات.
كما يُنتظر أن تقوم الوزارة بدراسة حول تأثيرات الأمطار على هذه المائدة.