تنفيذا للدعوة التي وجهتها نقابة الصحفيين التونسيين اثر التعيينات الاخيرة في قطاع الاعلام احتشد عدد كبير من الصحفيين أمام مقر الحكومة بالقصبة الشعارات العديدة التي تم رفعها تتناسب مع الموقف حيث جاء فيها : “نريدها سلطة رابعة لا خاضعة ولا خانعة” و “لا لوجوه الإعلام النوفمبري في الإعلام” . وندد المحتجون بما أسموه تدخلا من السلطة في قطاع واعتبروا أن ذلك يمس من حرية الإعلام ويكرس مبدأ الديكتاتورية وهيمنة الدولة.
و يذكر أن الأسباب الأساسية لهذه الوقفة الاحتجاجية هو الاعتداءات المتكررة على الصحفيين من قبل رجال الأمن من ناحية ومن السلطة عبر تصريحات رموزها من ناحية أخرى . لكن الحدث الجديد المتمثّل في التعيينات التي لم تراع التقليد المتّبع منذ الثورة أضفى بعدا جديدا على الوقفة وجعلها تظهر كما لو أنها ضد التعيينات بالأساس .
شارك العديد من الوجوه السياسية والحقوقية في الوقفة الاحتجاجية التي ينفذها الصحفيون اليوم في ساحة القصبة. مصطفى التليلي الحقوقي والاستاذ الجامعي أكّد لموقع “اليوم” أن مشاركته في الوقفة جاءت لتأكيد استقلالية الاعلام كسلطة رابعة لا دور للحكومة في تسييرها أو التدخل في شأنها الّذي هو أمر يخص الاعلاميين وحدهم . الجامعية رجاء فنيش أكّدت أن الحضور المكثّف للجامعيين في هذه الوقفة يحمل رسالة قوية للحكومة مفادها أن حرية الاعلام والتعبير هي حق مقدّس لا يجب المساس به .وأن الاعلاميين هم مؤهلون لتسيير قطاعهم .كما أكّدت الجامعية رجاء فنيش أن الحكومة يجب أن تكفّ عن ممارسة الضغوط المعنوية وأصناف الاكراه على الاعلاميين وهي الممارسات التي تأمل منها أن يغير الصحافيون مواقفهم ولكن المجتمع المدني والجامعيين الذين هم مجتمعون اليوم في هذه الوقفة الاحتجاجية يقولون للاعلاميين :تشبثوا بمواقفكم ويقولون للحكومة :كفي عن هذه الممارسات التي تجاوزتها الثورة
كما حضر الوقفة الاحتجاجية الى جانب الاعلاميين ممثلون عن الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني