ذكرت صحيفة “الصريح” الخميس إن السلطات الأمنية التونسية حصلت على معلومات في غاية الخطورة تؤكد أن عناصر سلفية محسوبة على تنظيم “القاعدة” تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس وخارجها.
وقالت الصحيفة ” إن أحد أجهزة الاستخبارات التونسية “حصل على صور وتسجيلات فيديو توثق اجتماعات سرية لعناصر محسوبة على تنظيم “القاعدة”، وهي بصدد إعطاء دروس في كيفية تنفيذ عمليات “جهادية” داخل التراب التونسي وخارجه”.
وأضافت إن الأجهزة الأمنية التونسية تنبهت إلى وجود “نشاط مكثف لخلايا سلفية متشددة في عدد من المناطق الحدودية التونسية منها “بن قردان”، و”مدنين”، و”جربة” إلى جانب بعض المدن الأخرى في شمال البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية وصفتها ب”وثيقة الاطلاع” لم تذكرها بالاسم، أن تلك الخلايا “تعمل على تجنيد الشباب المتدين، وتعبئته إرساله للجهاد في سورية”.
ويشمل مثلث التجنيد الجنوب التونسي والغرب الليبي، ومدينة اسطنبول التركية، حيث تقوم “شخصية عسكرية قيادية في الغرب الليبي بتسهيل دخول المجندين إلى ليبيا قبل نقلهم إلى تركيا بالتنسيق مع المعارضة السورية في إسطنبول التي تتولى إرسالهم للقتال في صفوف الجيش السوري الحر”.
ولم تستبعد الصحيفة التونسية أن تكون هناك” سرية بين جهات نافذة ومؤثرة في تونس، وبين فصيل من الثوار في ليبيا تقضي بتجنيد المقاتلين وإرسالهم ‘للجهاد’ في سورية بالتنسيق مع جهات إقليمية ودولية”.
ويدعم هذا التكهن ما جاء في شهادة بثّتها التلفزة السورية لتونسيين أعلنا أنه تم تجنيدهما من مساجد تونسية وعبر شبكات جهادية تونسية – ليبية – تركية وقدما أسماء الأشخاص المذكورين وأرقام الهواتف التي تم الاتصال عبرها وتنظيم عمليات السفر والتدريب واجتياز الحدود السورية مما جعل عديد الملاحظين يتخوفون من أن تصبح تونس احدى قواعد التجنيد للارهاب الدولي . كما استغرب بعض المتابعين أن تتم مثل هذه الاتصالات أمام مرأى ومسمع الجهات المختصة في مكافحة الارهاب . ويجد هؤلاء تفسيرا في الاستهداف الذي يحصل يوميا للأجهزة الأمنية من طرف حزب المؤتمر وحزب النهضة وأطراف يسارية متطرفة منظمة في أحزاب أو ناشطة في المجتمع المدني بدعوى تفكيك جهاز البوليس السياسي و رموز التعذيب . ووصل الأمر بتدخّل العصابات الاجرامية المنظمة التي تنشط في مجال التهريب والجريمة المنظمة الى استهداف الأمنيين جسديا (مثلما حصل لعون الأمن في سيدي عمر بوحجلة منذ أسبوع ) دون أن تتحرّك تعبيرات المجتمع المدني للدفاع عن أجهزة الدولة والعاملين تحت لوائها .
إلى ذلك، أشارت مصادر إعلامية نقلا عن دبلوماسي تونسي في لندن قوله في وقت سابق إن “هناك 50 مقاتلا تونسيا ذهبوا إلى سورية، وأن حركة النهضة الإسلامية التونسية أنشأت مراكز للتطوع غير معلن عنها رسميا في جنوب وجنوب شرق البلاد، وذلك من أجل تجنيد الشبان للقتال في سورية بالتنسيق مع السفير القطري في تونس سعد بن ناصر الحميدي”.
وأضاف أن “المعلومات المتوفرة للسلطات الأمنية التونسية تشير إلى أن عملية تهريب المقاتلين إلى سورية تجري بالتنسيق مع مجموعات ليبية مسلحة تسيطر على غرب ليبيا لاسيما العاصمة طرابلس”، وذلك في إشارة إلى تورط تنظيم “القاعدة” في ليبيا بقيادة عبد الحكيم بالحاج الذي يتولى نقل السلاح والمقاتلين الليبيين إلى سورية عبر تركيا وشمال لبنان تنفيذا للاتفاق بين برهان غليون و(رئيس المجلس الانتقالي الليبي) مصطفى عبد الجليل خلال زيارة الأول لليبيا في أكتوبر الماضي.
يشار إلى أن حركة النهضة الإسلامية التونسية التي لا تخفي دعمها للمعارضة السورية لم تعلق على هذه المعلومات، فيما لم يصدر لغاية الآن أي موقف عن الحكومة التونسية برئاسة حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة حول إعلان السلطات السورية عن اعتقال ومقتل العديد من التونسيين في سورية.(المصدر : يو بي أي / الصريح / الوسط)