تونس-افريكان مانجر
تميزت بداية السنة الجديدة 2021، بانطلاق المبادلات في إطار منطقة التبادل التجاري الحر الإفريقية “زلیكا” لتبدأ بذلك رسميا المعاملات التجارية بين الدول الأفريقية على مستوى القارة.
وكانت تونس قد صادقت، في 22 جویلیة الماضي، على اتفاقیة منطقة التبادل التجاري الحر الإفريقية، وتعمل حالیا، بالتعاون مع مكتب شمال افریقیا على اعداد الاستراتیجیة الوطنیة لتنفیذ الاتفاقیة.
وتعتبر منطقة التبادل التجاري الحر الافریقیة “زلیكا” من بين أھم الاتفاقيات التجاریة المبرمة في العالم، باعتبارها تضم أكثر من 2،1 ملیار شخص بحجم مبادلات تناھز 2500 ملیار دولار.
واستنادا لما أكده رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، أنيس الجزيري، في تصريح لافريكان مانجر، فان أهمية هذه الاتفاقية بالنسبة لتونس والدول الإفريقية، تكمن في فتح المجال أمام الدول الأعضاء لتذليل الصعوبات والعراقيل التي تحول دون تطوير المبادلات بينها وذلك عبر جمعها في تكتل وإدماج اقتصادي كامل في غضون 10 سنوات.
تونس أول المنتفعين
ولفت رئيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي، إلى انه تم في إطار هذه الاتفاقية تقسيم البلدان الإفريقية إلى نوعين، بلدان فقيرة و أخرى في طور النمو على غرار تونس.
وأشار إلى أن تنفيذ منطقة التبادل الحر سيتم شيئا فشيئا، فبالنسبة لتونس في ظرف 5 سنوات ستختفي المعاليم الجمركية تماما حيث ستشهد السنة الأولى تخفيضا ب 10% ثم بـ 20% الى غاية الوصول الى 0 % معاليم.
وأوضح محدثنا، انه الى غاية اليوم هناك 12 دولة قدمت قائمة بالبضائع التي سيتم تخفيض او إلغاء المعاليم الديوانية الخاصة بها، و تونس بصدد دراسة العرض الذي ستقدمه في نهاية الشهر الجاري، وبذلك ستنطلق المبادلات بين 13 دولة في انتظار بقية الدول.
وشدد الجزيري، على ان أهم أهداف هذه الاتفاقية على المستوى البعيد هو إنشاء سوق إفريقي مشترك وبنك مركزي موحّد وعملة موحّدة، وفق تقديره.
وقال الجزيري: “تونس ستكون أول البلدان المنتفعة من هذه الاتفاقية حيث سيرتفع اجمالي صادراتها بـ 54 % وسترتفع صادراتها الصناعية الى 74% و الفلاحية الى 21%، مشيرا الى ان البلدان الأكثر تصنيعا هي الأكثر استفادة وتونس مقارنة ببقية الدول تعتبر مصنّعة جيّدة، ومن الطبيعي أن تدخل مواد أخرى في إطار المبادلات، وفق تعبيره.
تحديات كبرى
كما اقر الجزيري، بوجود العديد من التحديات بالنسبة لتونس وعلى مستوى القارة، كضعف البنية التحتية و نقص المواصلات و السكك الحديدية و المعابر الجوية و عدم توفر خطوط مباشرة بين العواصم الافريقية بالإضافة إلى الإشكاليات المتعلقة بالتأشيرة و غيرها، مشددا على ان كل هذه العراقيل هي في الواقع تحديات كبرى يمكن تجاوزها في العشرية القادمة بتضافر الجهود و بالتعاطي الايجابي معها عبر النظر الى مميزاتها على المستوى الاقتصادي على المدى البعيد.
و جدير بالذك، ان المبادلات في اطار منطقة التبادل التجاري الحر الافریقیة “زلیكا” انطلقت رسمیا، في غرة جانفي 2021 ، خلال حفل افتراضي انتظم ببادرة من اللجنة الاقتصادیة لافریقیا، بمشاركة مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمیة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الافریقي للتصدیر والتورید.
ودخلت اتفاقیة التبادل التجاري الحر الإفریقیة، التي تھدف الى إزالة الحواجز التجاریة بین الدول الأعضاء، حیز التنفیذ بدایة من 30 ماي 2019، اثر مصادقة 22 دولة، وھو الحد الأدنى المطلوب بموجب ھذه الاتفاقیة.
وقد تم تأجيل انطلاق المبادلات بین الدول الأعضاء لمدة 6 أشھر بسبب انتشار وباء كوفید – 19.
ويرى مراقبون أن إطلاق منطقة التبادل في أول یوم من السنة الجدیدة لم یخرج عن إطاره الرمزي لكون أن التنفیذ الكامل للاتفاق سیستغرق سنوات.