تونس-افريكان مانجر
احتضن مهرجان قرطاج الدولي في دورته 55 و لمدة يومين عرضا للمسرحية الغنائية ” ملوك الطوائف” بامضاء الرحابنة نصا و اخراجا و تاليفا و تلحينا و انتاجا.
“ملوك الطوائف” مسرحية غنائية هزت جمهور قرطاج ورحلت به الى فترة ملوك الطوائف بالاندلس لتطلعه على تاريخ وزمان قد لا يختلف كثيرا عن واقع الشعوب العربية و ربما تلك هي رسالة الراحل منصور الرحباني.
وتطلعنا المسرحية على فترة تاريخية في الاندلس بعد سقوط الخلافة حيث نشأ ملوك الطوائف الذين قسموا الدولة إلى 22 دويلة، منهم غرناطة وأشبيلية والمرية وبلنسية وطليطلة وسرقسطة والبرازين والبداجوز ودانية والبليار ومورور.
وبينما ورثت تلك الدويلات ثراء الخلافة، إلا أن عدم استقرار الحكم فيها والتناحر جعلهم اشقاء في العلن و اعداء في السر، ووصل الأمر إلى أن ملوك الطوائف كانوا يفعلون ما في وسعهم لارضاء الملك ألفونسو السادس.
كما قدمت المسرحية مواقف لاحداث مختلفة منها التراجيدية و الاخرى الساخرة من انقسام العرب زمن ملوك الطوائف، والواقع المجتمعي حينها .
و الذي زاد في تميزهذا العمل هو البعد الرومانسي من خلال قصة حب بطلتها “اعتماد الرميكية” و التي جسدتها هبة الطوجي وملك اشبيلية المعتمد بن عباد او الفنان غسان صليبا الذي أحب وحقق حلم خادمة (رميكية) و تزوجها لتصبح مشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحكم.
و يعتبر العمل المسرحي “ملوك الطوائف” من اكثر الاعمال الفنية المتميزة في الطرح و الاخراج الا انه كذلك من اكثر الاعمال التي رفضت احتضانها عديد البلدان العربية ربما لانها تعكس، حال الدول العربية او تشبهها في الوقت الراهن.
و بعثت “ملوك الطوائف” في نهايتها رسالة قد تكون في بعض جوانبها ايجابية حيث اختتم بكلمات رسخت في ذهن جمهور قرطاج الذي منح على امتداد اكثر من ساعتين و نصف فرصة مشاهدة عمل فني رٌفع امامه في بعض البلدان ‘الفيتو’ ” وهي “نريد أن نكون عرب المستقبل لا عرب التاريخ”.