تونس-أفريكان مانجر
تم الخميس،8 نوفمبر 2012 ، الاعلان عن انطلاق مبادرة بناء حزب التحالف الديمقراطي الذي يجمع بين التيار الاصلاحي الديمقراطي التقدمي وحزب الاصلاح والتنمية ومجموعة من الشخصيات الوطنية على غرار مختار الجلالي وزير الفلاحة السابق والهادي بن صالح الكاتب العام لعمادة المهندسين ورئيس النيابة الخصوصية بسكرة ،وعماد عميرة رئيس الغرفة الوطنية لعدول الاشهاد وبعض رؤساء القائمات المستقلة ومنهم : رياض القرفالي رئيس قائمة الجلاء ببنزرت.
وأفادت مصادر مقربة من التحالف الديمقراطي “أفريكان مانجر” أن فرحات الراجحي وزير الداخلية الأسبق سيلتحق بالتحالف اثر انتهاء مهامه كقاض بعد أسابيع ، وأن الحوار مفتوح مع أحزاب وشخصيات وطنية ونواب مستقلين للالتحاق بالتشكيلة السياسية الجديدة .
و تأتي هذه المبادرة في إطار السعي الى كسر الاستقطاب الثنائي الذي تعيشه الساحة السياسية في تونس بين الترويكا الحاكمة التي وصف البعض أداءها بالسيء والحزب الصاعد نداء تونس والمحسوب على النظام السابق من وجهة نظر العديدين.
البحث عن التوازن
وكشف محمد القوماني، الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي ل”أفريكان مانجر” أن نداء تونس يروّج على أنه بديل عن فشل الترويكا في الوقت الذي يمثل فيه بوابة لعودة النظام القديم، كما أشار الى أن حزب نداء تونس لا يبدو منحازا الى الثورة إذ هو تجمّع حول شخص وليس حول برنامج.
وأضاف القوماني أن ميلاد التحالف الجديد يأتي في إطار إحداث توازن ضروري في المشهد السياسي في المرحلة الانتقالية الدقيقة ولكسر حالة الاستقطاب الثنائي التي تعيشها البلاد.
ورأى في المقابل أن التكهن بالتوازنات والنتائج في الموعد الانتخابي المقبل لا يزال مبكّرا، مشيرا الى أن المرحلة المقبلة ستغلب عليها التحالفات الواسعة وتوقّع خلالها حدوث مفاجئات عديدة.
وقال محمد القوماني أن بناء حزب سياسي وازن وفاعل ومنحاز الى الثورة ما هو الا خطوة أولى سيتم لاحقا إثراؤها بتحالفات أخرى لها نفس الاهداف وتكون برامجها قريبة من البرنامج الديمقراطي والاجتماعي “لحزب التحالف الديمقراطي”.
وأوضح أنه تم التوافق على هيئة سياسية موسعة تضم 15 عضوا من المكونات الأساسية تتكفل بعملية التسيير الى حين عقد المؤتمر التأسيسي الذي لن يتجاوز 3 أشهر.
حزب قوي
وكشف الناطق الرسمي باسم حزب التحالف الديمقراطي أن حزبه الجديد يطرح نفسه على الساحة كمنافس جدّي للترويكا الحاكمة وحزب نداء تونس والجبهة الشعبية وكل القوى الفاعلة حاليا على الساحة السياسية.
وأشار الى أن التحالف الديمقراطي يستهدف في المقام الأول شباب الثورة والجمهور الواسع الذي تفيد استطلاعات الرأي أنه عازف أو يرفض الانخراط في القطبين الحاليين(الترويكا ونداء تونس).
في المقابل، أكد محمد الحامدي، المنسق العام لحزب التحالف الديمقراطي خلال الندوة الصحفية التي انعقدت اليوم، الخميس للتعريف بهذا التحالف الجديد أن هذه المبادرة وب”القيم المضافة التي تتضمنها” ستستجيب الى جانب كبير من تطلعات الشعب التونسي الذي لم يجد نفسه ضمن الاستقطابات الحالية.
وتطرق الحامدي الى الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والاضطرابات الامنية والتجاذبات السياسية الحادة والمتفاقمة والتي تخيم على الوضع الراهن وتعطي نوعا من خيبة الامل لدى الشعب في أداء النخب السياسية من الحكم ومن المعارضة على حدّ سواء.
وقال الحامدي ان الحزب الجديد هو حزب يتبنى مبادئ الحرية والمواطنة والعدالة الاجتماعية ويؤمن بمنظومة حقوق الانسان ويعطي الاولوية للبرنامج السياسي ويقدم الحلول والمقترحات العملية ويترك الأيديولوجي والفكري والعقائدي في مرتبة ثانية.
وشرح أن الحزب الجديد يتوفر على مقومات الفاعلية كالكتلة النيابية والمشاركة الشبابية والنسوية والكفاءات…وأنه أيضا يتبنى خطابا ديمقراطيا وسطيا معتدلا قريبا من عامة الناس .
ويرى ملاحظون ان الشعب التونسي الذي أنجز ثورة ، وجد نفسه أمام استقطاب ثنائي ساهم في توتير الأوضاع وأعاق الانجاز التنموي واستقرار البلاد . ولعل هذه المبادرة – مثلها مثل مبادرة الجبهة الشعبية – تسعى الى تشكيل قوة ثالثة ووضع معالم طريق آخر لتحقيق أهداف الثورة . ورغم هذا التشابه في المسعى فان مصادر أكّدت أن التحالف الديمقراطي المتموقع في يسار الوسط سيكون له حظوظ أوفر لكسب الجمهور والناخبين باعتباره الأقرب الى نقطة قوة المجتمع التونسي التي هي الوسط .