تونس-افريكان مانجر
اعتبر الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالإصلاحات الكبرى توفيق الراجحي ان دعوة رئيس الجمهورية قيس سعيد في أول خطاب له بالتبرع بيوم عمل شهريا و لمدة خمس سنوات بهدف التقليص من المديونية، اثارت جدلا واسعا الا انها فكرة جديدة قديمة استعملت لتمويل الميزانية بشكل محدود سنة 2012 اختياريا و سنة 2014 اجباريا وطبقت في شكل مساهمة استثنائية اجبارية على الشركات سنة 2017.
وقال الراجحي في تدوينة نشرها على صفحته “الفايسبوك”، ان هذه فكرة ذات طابع تضامني تعكس قوة اقتراح جريء من أجل استرجاع ثقة و وعي التونسيين و فيها تحميل المسؤولية للشعب في المساهمة في حل الأزمات الاقتصادية بما يكرس مبدء التشاركية و حالة الوعي الجديدة في سياق نتائج الانتخابات وهي فكرة تذكر بصورة نساء كوريا الجنوبية أثناء الأزمة المالية لكوريا سنة 1987و هن يتدافعن امام مقرات البنك المركزي الكوري محملات بحلييهن و أساويرهن استجابة لدعوة رئيسهم لتأمينها في البنك المركزي رفعا لمدخرات البلاد من الذهب لدعم عملتهم Baht تجاه المضاربين الاجانب. و نجحت كوريا في تخطي أزمتها بفضل ذلك و بالعمل الجاد.
وتابع، بعيدا عن الشعبوية فتفاقم المديونية منذ الثورة مسؤولية جماعية التجأت اليها الحكومات المتعاقبة و صادق عليها مجالس النواب و هي نتاج لعجز الموازنات العمومية التي مولت المطلبية الاجتماعية في الاجور و الجرايات و الحضائر و الاليات العشرة و العشرين و البستنة والبيئة و دعم المحروقات وقارورة الغاز و الكهرباء والسكر و التاي و القهوة و الحليب و الخبز و المقرونة و المهرجانات و المسرحيات و الافلام و التعليم و الصحة و النقل و البنية التحتية و غيرها. كلها صرفت في تونس وعلى التونسيين و خلاف ذلك هراء و هروب من المسؤولية.
واضاف الوزير، بقطع النظر عن مردوديتها التي تصل في حدها الادنى 600 مليون دينار سنويا و هو كاف في غضون خمس سنوات لدفع معظم مستحقات صندوق النقد الدولي أو احدى قروض السوق المالية الا انها فكرة صائبة تحتاج المزيد من الصياغة بتشريك ارباح الشركات و البنوك و المؤسسات المالية و لما لا تحويلها الى صندوق لتخفيف الدين العمومي في شكل caisse d’amortissement de la dette publique يقع تطعيمه باسترجاع الاموال المنهوبة و مداخيل الشركات المصادرة و مداخيل الصلح مع الفاسدين و التبرعات.
وخلص الى ان حالة الوعي الجديدة و مفهوم الشعب يريد يعطي لهذه الفكرة القديمة الجديدة طعما آخر، طعم المواطنة و الوطنية على غرار حرائر كوريا وهي خطوة أولى لبناء حزام سياسي حزبي برلماني نقابي شعبي للخروج من عنق الزجاجة بكل شرف.