تونس- افريكان مانجر
يتواصل لليوم الثاني على التوالي إضراب أعوان الصحة العمومية، ولئن عبر عدد من المواطنين عن استيائهم من تواتر عمليات الإضراب فقد أكدت الهياكل النقابية أنّ هذا الإضراب يخدم مصلحة المواطن باعتبار ان وضعية المؤسسات الاستشفائية في تراجع متواصل ويجب على الحكومة إقرار جملة من الإجراءات للنهوض بالقطاع الصحي.
ومن المنتظر ان يتواصل الإضراب إلى غاية يوم الغد الجمعة، كما ينتظر ان يدخل أعوان الصحة العمومية في إضراب إداري ابتداء من الاثنين المقبل احتجاجا على عدم استجابة سلطة الإشراف لمطالبهم المادية والمهنية.
تراجع الميزانية المرصودة للقطاع
وفي تصريح ل “افريكان مانجر” اليوم الخميس 21 ماي 2015، قال حبيب جرجير الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بتونس إن قطاع الصحة العمومية يُعاني نقصا كبيرا على مستوى التجهيزات والمعدات مُؤكدا أنّ الميزانية المخصصة للقطاع تراجعت من 10 بالمائة الى 6 بالمائة.
وأضاف المصدر ذاته أنّ الميزانية المرصودة للتكوين ضعيفة جدّا ممّا جعل بعض الفئات ميسورة الحال تفضل المداواة في القطاع الخاص عوضا عن الالتحاق بالمستشفيات العمومية، وقال حبيب جرجير إنهم يتفهون غضب المواطن من دخول الاعوان في اضراب غير أنّ تجاهل مطالبهم دفعهم الى الاضراب.
رفض قرار الخصم
وفي سياق آخر، افاد محدثنا أنّهم يرفضون القرار الحكومي القاضي بخصم يوم آو أيام عمل من الأجر الشهري عن كل إضراب، مُؤكدا ان كلّ اشكال التحرك الاحتجاجي واردة للتصدي لهذا القرار. واضاف المتحدث ذاته ان الحكومة غير قادرة على الخصم.
ومن المنتظر ان تتواصل تحركات اعوان الصحة، حيث قرروا الدخول في اضراب اداي ابتداء من الاثنين المقبل وسيكون العلاج مجاني بكافة المستشفيات وفق ما اكده الكاتب العام المساعد بالاتحاد الجهوي للشغل بتونس.
مطالب مهنية ومادية
ويأتي اضراب اعوان الصحة العمومية على إثر فشل الجلسة الصلحية المنعقدة بين ممثلين عن كل من الجامعة العامة للصحة ووزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية .
ويطالب أعوان الصحة العمومية بالخصوص٬ بتطبيق الاتفاقات المصادق عليها مع وزارة الإشراف ورئاسة الحكومة٬ لاسيما المتعلقة بسحب الفصل 2 على كافة أسلاك القطاع وعرضه على مجلس نواب الشعب٬ إضافة إلى إقرار مهنة عون الصحة مهنة شاقة ومرهقة وإعادة توظيف الأعوان وفق شهائدهم والنظر في التأجير الخاص بأيام الآحاد والأعياد الوطنية والدينية٬ إضافة إلى توفير أطباء الاختصاص خاصة في المناطق الغربية للبلاد.
استياء
في المقابل، اكد عدد من المواطنين في تصريح ل “افريكان مانجر” أن قطاع الصحة يُعتبر من القطاعات الحيوية وبالتالي كان من الافضل عدم الدخول في اضراب ب 3 ايام حسب قولهم، وقد عبروا عن استيائهم من تتالي وتواتر الاضرابات مما حال دون قضاء مصالحهم.
وقد دعا العديد من المواطنين الى مراعاة مصالحهم واتخاذ اشكال اخرى من النضال والتحرك الاحتجاجي.
محاولة “ليّ الذراع”
من جانبه، قال جيلاني شباح مكلف بمأمورية لدى وزير الصحة ل “افريكان مانجر”ان الوزارة جادة في المفاوضات مع الطرف النقابي لإيجاد حلول للاشكاليات القائمة بين الطرفين.
واعتبر محدثنا ان قرار دخول اعوان الصحة العمومية في اضراب هو محاولة لليّ ذراع الوزارة، مؤكدا ان المساعي متواصلة للتفاوض في المطالب. اوضح محدثنا أنّ عددا من المطالب تهمّ بالاساس وزارة المالية ورئاسة الحكومة.
يشار ايضا الى ان وزارة الصحة اصدرت امس بلاغا اكدت فيه أنّ الدعوة لهذا الإضراب جاءت في الوقت الذي عملت فيه على تلبية أغلب مطالب الجامعة العامة للصحة حيث أمكن التوصّل إلى نتائج هامة في علاقة بسحب الفصل الثاني من قانون الوظيفة العمومية على أعوان الأسلاك الصحيّة اذ وافق مجلس نواب الشعب على إدراجه ضمن مشاريع القوانين ذات الأولوية.
كما تمّت الاستجابة لأغلب المطالب الخصوصية الواردة باللائحة المهنية وإدراج بقية المطالب ضمن المفاوضات الاجتماعية العامة لسنتي 2015 و2016 التي ستنطلق قريبا.