تونس- أفريكان مانجر
أثار نص للكاتبة الفلسطينية فدوى طوقان تم ادراجه في المنهج الدراسي للتعليم الأساسي في تونس، جدلا بين صفوف أئمة في تونس قبل أن يتوسع إلى الأولياء والمدرسين في وقت يرى فيه مراقبون من النخبة المثقفة في تونس أن الامر لم يتطور بعد إلى جدل.
وحسب تقرير نشره مؤخرا موقع “إيلاف” السعودي “عاد جدل تسييس التعليم في تونس من جديد مع تحريك نقاش حول نص موجّه لتلاميذ المرحلة الأساسية للكاتبة فدوى طوقان، فُهم على أنه انتقاد للحجاب الشرعي”.
ويلاحظ أن التقرير الذي نشر في هذا الموقع السعودي بدا موجها لفكرة واحدة ولم يقف على نفس المسافة من جميع الأطراف بشأن مسألة الحجاب المثيرة للجدل، ليصور هذه الواقعة على أنها مطلب ملح للمدرسين والأولياء على حد السواء لرفضهم مثل هذا النص.
يشار إلى أن سلطات الدول الخليج ترفض بشدة أي انتقادات لمسألة الحجاب كما أنها تمنع التيارات العلمانية لديها وتغلق كل مواقع الانترنت التابعة لتيارات مدنية وعلمانية.
وحسب محرر التقرير فقد أثار نص مدرج في كتاب قواعد اللغة لتلاميذ السنة السابعة من التعليم الأساسي في تونس، وتحديدًا بالصفحة 194، غضب عدد كبير من الأولياء ممن اعتقدوا أن الكاتبة “تحتفي بنزع أمها لحجابها بعد سنوات من العبودية وتحررها من قيود السجن المقيت، في إشارة للحجاب، وتحولها لحب الغناء والموسيقى والرقص رغم شيخوختها”، وفق محرر التقرير الإعلامي محمد بن رجب.
وحسب ذات التقرير اعتبر مراقبون من مجال التعليم اساسا أن هذا النص موجه والخطورة تكمن في تمرير مثل هذه النصوص، حيث تجعل الطفل مرتبطًا بغيره بعيدًا عن الاستقلالية والفكر النقدي وإلى حد اعتبار أن هذا النص “يدخل في إطار خانة ايديولوجية معينة وموجهة ضد فكر ايديولوجي معيّن”.
وجاء في التقرير أن عددا من المدرسين أكدوا أنهم رفضوا تقديم النص المذكور إلى تلاميذهم خلال السنة الدراسية الماضية لكن وزارة التربية لم تتدخل. واعتبروا أن ما ورد بالنص لا يمكن إلا أن يملأ القلوب بالكراهية!
في المقابل يرى الباحث الأكاديمي مختار الخلفاوي، المحسوب على تيار اليسار في تونس، أن هذا النصّ لم يثر جدلا ولا غضبا إلا في صفوف بعض العوامّ من أدمينات الفايسبوك.، وفق ما كتبه في تدوينة على صفحته الرسمية بالفيسبوك.
كما اعتبر أن هذا النصّ المبرمج في منهج تعليمي “من جنس السيرة الذاتيّة، وليس نصّا تقريريّا حتّى نعتبر أنّه دعوة إلى نزع الحجاب”، وفق تعبيره.
كما استغرب الباحث الأكاديمي خلفية الاقتصار على صنف معين من المستجوبين الذين رفض جميعهم ادراج هذا النص واعتبروه أمرا مقصودا، معتبرا أنّ محاكمة النصوص الأدبيّة لا تكون إلاّ بمعايير أدبيّة وفنّية.
ورأى أن مثل هذا التقرير “فتح الباب أمام المحاكمات الدينيّة والأخلاقويّة للنصوص الأدبيّة بما فيها التي تتضمّنها الكتب المدرسيّة” وما يعني حسب ترجيحه “محو ثلاثة أرباع الأدب العربي بشعره ونثره”.
في هذه الأثناء بدأت اصوات لأئمة في تونس تتعالى من منابر المساجد تنادي بمنع الاختلاط في المدارس التونسية حماية للأخلاق بحسب شهود عيان وسط عجز السلطات التونسية السيطرة على مثل هذه الفضاءات التي انطلاقا منها كسبت حركت النهضة الحاكمة أكثرية أصوات الناخبين ليتفاقم مثل هذا الاستخدام السياسي لهذه الفضاءات الدينية وليتطور إلى حد الارهاب بعد ان أصبحت ملاذا لمتشددين استطاعوا التغلغل في الأوساط الشعبية الفقيرة بالمدن التونسية الكبرى وما يشكل “قنبلة موقوتة”.
ع ب م