تونس-افريكان مانجر
أكد المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط المتخصص في الحضارة الاسلامية على عدم إمكانية القضاء بشكل كلي على “ظاهرة الإرهاب “، معتبرا ان الحل عسكري و تقوية الجيش التونسي هم السبيل الوحيد للقضاء عليه في تونس.
وشدد جعيط في مقابلة صحافية مع جريدة القدس الصادرة في لندن، نشرت اليوم، على عدم وجود خطر”إرهابي ” يهدد تونس معتبرا خوف الساسة ورجال الإعلام في تونس من هذه الحركات المتشددة مبالغ فيه نوعا ما.
ووصف جعيط ما يحصل اليوم في العالم العربي و الإسلامي بالمخاض التاريخي الطبيعي يعود إلى الاضطراب القوي الذي لم تقم به الدول وإنما قامت به المجتمعات وعناصر باسم الإسلام وجدت في الدين شيئا يمكن الارتكاز عليه لذلك هي تستقطب الشباب بحسب تقديره .
في سياق متصل أكد المختص في الجماعات الإسلامية أن التيارات” الإسلاموية المتشددة “أصبحت اليوم المسيطرة على المنطقة العربية إلا أن ذلك لا ينفي وجود تيارات” إسلاموية معتدلة “على غرار التي توجد بكل من المغرب و الجزائر، و تونس مع حركة النهضة.
و نفى المفكر التونسي وجود علاقة بين حركة النهضة التونسية والجماعات التكفيرية او المتشددة معتبرا حركة النهضة “حركة مسيسة وليست بحركة جهادية خصوصا بعد الثورة ” إلا انه لم ينفي في الآن ذاته وجود سابقا علاقة “غير قوية بين النهضة التونسية و” البعض من هذه الحركات مثل حركة «أبو عياض» السلفية .
و قال المختص التونسي إن “الفكرة الإسلامية المسيسة” قد قويت واقتحمت الرقعة العربية في الثمانينيات وقد لعبت العناصر من أصل عربي العائدة من أفغانستان دورا كبيرا في ترويج الفكر الإسلامي.و اشار الى ان ، فكر الإسلام السياسي، موجود تونس منذ أوائل السبعينيات ولكنه قوي بعد الثورة الإسلامية في إيران التي أخذت تلعب دورا بارزا في الثمانينيات.
و أكد المفكر التونسي على أن الحركات الجهادية قويت ,بعد الحرب ضد أفغانستان وما حصل في العراق من إسقاط لنظام صدام حسين وبعض فترة الربيع العربي ,في كل مكان حتى في أوروبا وتغلغلت في صفوف الشباب وعديد الشرائح وصارت حركات مسلحة مشددا على انها قد ازدادت قوة بعد ما سمي بالربيع العربي أي الثورات التي أسقطت النظم الديكتاتورية التي كانت نظما متشددة على الحركات الإسلامية حفاظا على ذاتها وعلى وجودها.
و أرجح رئيس مجمع بيت الحكمة في تونس “قوة الحركات الجهادية بعد ما يعرف بالربيع العربي ” الى أسباب عميقة قديمة ومن بينها أن قسما من المسلمين أو العرب صاروا يعتبرون أن اللجوء الى الإسلام المتشدد هو الوسيلة الوحيدة لإيقاظ العالم الإسلامي ولتوحيده من جديد، ومن هنا انطلقت فكرة الخلافة باعتبار ان هذه الحركات تسعى إلى تكوين قوة عالمية تضاهي القوة الغربية وهي أيضا حركات مضادة للغرب لأسباب متعددة منها الاستعمار القديم، هيمنة العالم الغربي على الانظمة العربية وعلى المجتمعات العربية الإسلامية، وتوغل الأفكار الغربية
و أشار في السياق ذاته الى وجود بلدان مثل السعودية ورغم أن أنظمتها تقاوم التيارات الجهادية خوفا من أن تطيح بها، إلا أنها اعتمدت في البدء على الإسلام باعتباره القوة الأساسية القادرة على النهوض بهذا العالم. كما أن عالمنا يشهد اتساعا كبيرا لرقعة الفقر لدى عديد الشرائح وهذه البيئة المهمشة تسمح أكثر بانضمام الشباب للتيارات الجهادية.
و اعتبر جعيط أن الثورة في تونس ليست استثناء لكن التونسيين بطبيعتهم لا يميلون إلى العنف مشيرا إلى اندلاع «حربا أهلية كلامية» بين اليسار والنهضة، و بين الحداثيين والنهضة خوفا على نمط الحياة، إلا انه ورغم الصراع الذي جرى في تونس تمكن ساسة هذا البلد من إصدار دستور توافقي ممتاز. ويبدو أن الترويكا، أو الثالوث «المكروه» قد تدربت على الحكم، بحسب ترجيحه.