أتاحت ندوة دولية انعقدت الخميس بالعاصمة بعنوان “الحوار حول الإسلام السياسي أصوات نسائية من الحركات الإسلامية من تونس ومصر وموريتانيا” ببادرة مشتركة بين مركز الدراسات المغاربية بتونس ومركز هولينغ للحوار الدولي وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس الفرصة لعرض نتائج استطلاع للرأي كشفت ان 70 فاصل 4 بالمائة من المستجوبين ، أكدوا عزم المرأة التونسية على الحفاظ على مكاسبها الاقتصادية بغض النظر عن النظام السياسي القائم.
واستهدف عينة تتكون من حوالي 180 طالبا في المرحلة الثالثة انقليزية بكل من كليتي الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس وبمنوبة ومعهد ابن شرف تونس، حول عدد من الإشكاليات تتمثل في “وضعية المرأة في الماضي” و”محورية مجلة الأحوال الشخصية كمحرك للتواجد الاجتماعي” و “الانتظارات المستقبلية للمكتسبات الاجتماعية“.
وبينت أستاذة الحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس امنة بن عرب التي أعدت هذا الاستطلاع ان النتائج المسجلة كشفت وضوح الرؤية بخصوص موقع المرأة في الحياة الاقتصادية في تونس وضبابيتها على مستوى واقعها السياسي والاجتماعي والثقافي.
وقد أثبتت النتائج تفاؤل نسبة 53 فاصل 7 بالمائة من المستجوبين بخصوص تطور مكانة المرأة صلب العائلة وتأكيد جزء هام منهم نجاح المرأة التونسية ثقافيا وعلى قدرتها على التوفيق بين القيم المحلية والكونية ،فضلا عن التجانس الثقافي الذي يميز المجتمع التونسي.
وفي الجانب الآخر تعكس النتائج قناعة واضحة لدى جانب كبير من الفئة المستجوبة (81 فاصل 9 بالمائة) بأن المشاركة السياسية للمرأة التونسية في ظل النظام السابق كانت بهدف تقديم انطباع جيد عن تقدم البلاد وحداثيتها.
وكانت النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي محرزية العبيدي، التي حضرت هذه الندوة إلى جانب عدد من المنتميات إلى أحزاب إسلامية في تونس ومصر و موريتانيا ،أشارت في كلمتها إلى ان الإرادة السياسية في البلاد منذ الاستقلال كرست دورا سياسيا للمرأة “محاطا بنوع من الاحتفاء وذلك بهدف استغلال صورتها لاكتساب شرعية سياسية“.
واعتبرت ان “العديد من نساء تونس الأحرار لم يسقطن في هذا الفخ” ،مشيرة إلى ان ما بلغته المرأة التونسية اليوم في مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية “ليس هبة من أي نظام سياسي كان وإنما هو استحقاق “.
وبينت أن المرأة في البلدان العربية والإسلامية تعيش واقعا مشتركا وان تطور وضع المرأة في الأحزاب يبقى مرتبطا بتطور وضعها صلب مجتمعها، داعية إلى أن تكون المرأة “عنصرا ايجابيا فاعلا في محيطها الصغير والكبير“.
كما تم الاستماع خلال هذه الندوة إلى الضيفات العربيات المنتميات إلى أحزاب إسلامية عربية من مصر وموريتانيا تحدثن عن واقع المرأة في بلدانهن .