تونس-افريكان مانجر
أعرب المرصد التونسي لحقوق الإنسان، عن رفضه القاطع للخطة النهائية التي سيعتمدها الاتّحاد الأوروبي من أجل التصدّي لظاهر الهجرة غير النظامية، معتبرا أنّها تحدّ من حرية التنقل وتصادر حقّا من حقوق الإنسان.
وقد طالب المرصد التونسي لحقوق الانسان، السلطات التونسية بتوضيح موقفها النهائى مما ما تعتزم دول الاتحادالاوروبي القيام به، داعيا الى توضيح اخر النقاط التي تم تداولها مع الجانب الاوروبي في زيارة وزير خارجيتنا الاخيرة لايطاليا.
وأكد المرصد، رفضه ان تتحول تونس الى حارسا للحدود البحرية للاتحاد مقابل بعض الاموال يقع منحها لتونس والتي قد تصل قيمتها الى قرابة قيمة القرض التي تسعى تونس للحصول عليه من البنك الدولي (لا يجب قبول اي هبات مالية من اجل اغراق تونس بالمهاجرين الغير نظاميبن ).
كما عبر عن رفضه لاي محاولة لتحويل تونس منصة خلفية لتجميع المهاجرين الغير نظاميين والقادمين من بعيد والعابرين نحو الفضاء الاوروبي، داعيا الى رفض ما وصفه بالاملاءات الاوروبية ورفض الاغراءات المالية وعدم الانصياع الا للمصلحة الوطنية والواجب الانساني.
وحذر المرصد السلطات التونسية من الاتخراط في عملية الانقاذ البحري بمفردها دون تقاسم هذا العبيء مع بقية دول حوض البحر الابيض المتوسط لما قد يؤدي بالبلاد الى الانزلاق في مربع تراكم اعداد كبيرة من المهاجرين على اراضينا مما يهدد الاستقرار والسلم الاهلي بالبلاد .
وشدد، في ذات السياق، على ضرورة وضع خطة وطنية تونسية واضحة المعالم يقع فيها تشريك الجميع للتصرف في ظاهرة الهجرة واللجوء، الى جانب الاسراع في اعداد مخطط عملي ميداني يقع فيه تشريك الجميع استعدادا لفصل الهجرة الذي انطلق منذ اسابيع ويتواصل لعدة شهور .
جدير بالذكر، فقد انعقد اليوم الاثنين اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي من اجل المصادقة النهائية على تحيين الخطة التي سيعتمدها الاتحاد من اجل التصدي لظاهرة الهجرة غير النظامية.
وفد ناقش مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم الإثنين 24 أفريل 2023 مسألة المساعدات العاجلة لتونس في ظل تدفق المهاجرين غير النظاميين.
ويدرس الاتحاد الأوروبي توجيه مساعدات مالية لتونس بضغوط من بعض الدول الأعضاء تتقدمها إيطاليا وفرنسا بهدف منع الانهيار الاقتصادي وما قد يسفر عنه من زيادات أكبر في تدفقات المهاجرين التي بلغت أعدادا قياسية هذا العام.
من جانبه قال أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي إن الهجرة غير النظامية زادت بنسبة 100% من تونس متابعا بالقول:”لم يظهر الاتحاد الأوروبي تضامنا كافيا معنا حتى الآن… إلا أنه بدأ يتفهم ضرورة إظهار المزيد من التضامن لأن هؤلاء الأشخاص لا يبقون في جزيرة لامبيدوزا”.
وقد وصف مصدر دبلوماسي أوروبي مسألة المساعدات إلى تونس، بـ”المعضلة” التي من المزمع أن تطرح للنقاش على طاولة مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم الاثنين.
وحسب المصدر، فإن المعضلة تكمن في أن الاتحاد الأوروبي “لا يريد أن ينهار البلد” اقتصاديا وأيضًا بسبب العواقب المحتملة فيما يتعلق بالهجرة، لذلك “ينبغي نجد طريقة للمساعدة “، ولكن من ناحية أخرى، “لا يمكننا أن ننسى أهمية الحقوق”، لأننا بذلك “نخاطر بزعزعة استقرار البلاد على المدى الطويل”.
وأضاف المصدر الدبلوماسي، بالتالي “علينا إيجاد طريقة للتعامل مع المسألة”، مشيرا إلى أن مزيد من الوضوح ربما يأتي من “زيارات (مسؤولين أوروبيين) هذا الأسبوع إلى تونس”.
ووفق وسائل إعلام إيطالية فقد وصل مؤخرا 21 قارب هجرة غير نظامية إلى سواحل لمبيدوزا، وقد انطلقت جميع هذه القوارب من السواحل التونسية، وبالتّحديد من سواحل صفاقس، باستثناء مركب واحد انطلق من سواحل الشابة من ولاية المهدية .
وأفادت وكالة “أنسا” الإيطالية بوصول 640 مهاجرا غير نظامي كانوا على متن17 قاربا صباح يوم أمس الأحد 23 أفريل 2023، ما أدخل الجزيرة فجأة في حالة طوارئ .