تونس-افريكان مانجر
كشفت مصادر عليمة لـجريدة “الشروق” الجزائرية ، أن إجراءات تدقيق صارمة تطبقها منذ أيام عناصر شرطة الحدود عبر كامل المعابر الحدودية مع تونس، على الرعايا التونسيين بعد وصول أنباء عن توجه عدد من أتباع “الأحمدية “الحاملين للجنسية التونسية إلى الجزائر، لدعم نظرائهم هناك بالأموال التي أرسلت لقاديانيي الجزائر عن طريق تونس.
وحسب المعلومات التي تحصلت عليها ذات الصحيفة من مصادر رفيعة المستوى، فإن معلومات خطيرة تحصلت عليها مصالح الأمن التونسية، قبل أيام تفيد بوجود تحركات مكثفة، لعناصر من معتنقي الأحمدية التونسيين، خاصة في جهة الحدود التونسية الجزائرية على غرار ولايات الكاف والقصرين وقفصة وتوزر، كما علم في ذات السياق أن الطائفة القاديانية أرسلت مبالغ مالية هامة لأتباعها في الجزائر، من خلال ممثلي الجماعة في تونس.
ويعتقد أن أحمديي تونس سوف يسلموها لنظرائهم في الجزائر من أجل الاستعمال لتسديد مستحقات المحامين، الموكلين عن الدفاع عن العشرات من المتبعين قضائيا منهم، فيما ستصرف باقي المبالغ لأجل استعمالها في استمالة أتباع جدد للطائفة.
ويتوقع أن تقوم المصالح الأمنية التونسية، بتنسيق جهودها مع نظيرتها الجزائرية بخصوص هذا الملف.
وتعتبر الجماعة الأحمدية نفسها حركة إسلامية تجديدية وقد نشأت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في شبه القارة الهندية. يشار إلى أتباع الجماعة الأحمدية بالأحمديين أو المسلمين الأحمديين، مؤسسها هو ميرزا غلام أحمد القأدياني (1835-1908)، نسبة إلى بلدة قاديان، في إقليم البنجاب في الهند، حيث وضع أسس جماعته في 23 من مارس عام 1889 وسماها الجماعة الإسلامية الأحمدية. ادعى ميرزا غلام أحمد بأنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري، وبأنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر من قِبل المسلمين.
إن الفكر الأحمدي يشدّد على الاعتقاد بأن الإسلام هو الديانة السماوية الأخيرة للبشرية جمعاء والتي نزلت على النبي محمد. ويشدد على أهمية استعادة جوهره الحقيقي وشكله الأصلي، الذي أصبح مبهماً على مدى القرون الماضية. وبذلك ترى الجماعة الأحمدية نفسها رائدةً في مجال إحياء الدين الإسلامي ونشره بطرق سِلمية.
و يعتبرون “الاحمديون “الجهاد القتالي قد شرعه الله ردًا لعدوان المعتدين، وليس انتقامًا من أهل الأرض غير المسلمين، فمن سالَمَهم سالَموه ومن حارَبَهم حارَبوه.
ويؤمنون بأن الإسلام يكفل الحرية الدينية، وأنه نصّ على أن “لا إكراه في الدين”، فلا يُقتل إلا المرتد المحارب. (وهو رأي يقول به بعض فقهاء المسلمين من غير الأحمدية كذلك).