تونس-افريكان مانجر
ظاهرة تعاطي المخدرات في المحيط المدرسي ترتفع من سنة إلى أخرى و هو ما يبعث للقلق و يتطلب التدخل للحد من الظاهرة ووضع خطط واضحة من قبل مختلف الأطراف المتدخلة للتفاعل مع هذه الظاهرة، بحسب رئيس جمعية الأولياء و التلاميذ رضا الزهروني.
واعتبر الزهروني، في تصريح لموقع افريكان مانجر، انه لا يمكن الفصل بين العنف و مسالة تعاطي المخدرات في المحيط المدرسي، و يتطلب حملات مستمرة و متواصلة للتحسيس و التوعية بخطورة المسألة، فضلا عن أن الأجهزة الأمنية مُطالبة بالقيام بتشخيص دقيق لمحيط المدارس بهدف القيام بمتابعة خلايا المخدرات، سيما و أنه يوجد مؤسسات تربوية و أحياء مستهدفة أكثر من أخرى و درجة الخطورة فيها عالية.
وشدد على أن العمل على الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات في المحيط التربوي، هو عمل يتدخل فيه عديد الأطراف و لا يقتصر على العمل الأمني فقط و إنما تتدخل فيه العائلة و المؤسسة التربوية المُطالبة بدورها من وضع أجهزة رقابة و كاميرات مراقبة و الحد من الساعات الجوفاء بالإضافة و إحداث قاعات مراجعة.
و خلص إلى الجهود الأمنية لا تكفي لوحدها لمقاومة ظاهرة المخدرات، مشددا على أن مجابهة الظاهرة هو عمل ميداني يومي يهم عديد الأطراف وتتطلب استباقية في التعاطي معها لتنجنب تداعياتها السلبية و الكارثية على التلاميذ و العائلة و المجتمع.
وبحسب المؤشرات المسجّلة ضمن نتائج المسح الوطني الثالث حول المخدرات والإدمان للمعهد الوطني للصحة في تونس فقد تضاعف استهلاك الطلاب التونسيين للمخدرات خمس مرات خلال السنوات العشر الأخيرة.
وكان المعهد الوطني للصحة قد نشر سنة 2023 مؤشرات كشفت أن 16.2 % من التلاميذ المستجوبين ضمن عينة مسح تعاطي المخدرات يجدون سهولة في الحصول على مادة القنب الهندي (الزطلة) لاستهلاكها، في حين تقدّر نسبة استهلاك التلاميذ ولو مرّة واحدة للأقراص المخدرة بـ8%.
وقد كشفت دراسة أعدها سنة 2023 المعهد الوطني للصحة بالتعاون مع وزارة التربية وإدارة الصحة المدرسية والجامعية و منظمات دولية حول استعمال الكحول والمخدرات في الوسط المدرسي، ارتفاع استهلاك الكحول والمخدرات من قبل المراهقين وسهولة الوصول إلى المؤثرات العقلية من قبل نسبة كبيرة منهم.
وأكدت الدراسة ايضا وجود اتجاه تصاعدي في انتشار استخدام بعض المواد المخدرة، بما في ذلك منتجات التبغ والكحول والقنب ومزيلات القلق بدون وصفة طبية وحسب 20 بالمائة من التلاميذ المستجوبين فأن هناك سهولة في النفاذ إلى استنشاق المواد المخدرة، فيما أفاد 16.2 بالمائة من التلاميذ أن الوصول إلى اقتناء القنب الهندي أمر سهل.
واعتبر 15.9 بالمائة أن النفاذ لاستهلاك المشروبات الخمرية أمر متاح وسهل، معتبرين أن استهلاك الجعة الأكثر انتشارا بسهولة.
وأشار الاستطلاع إلى مدى السلوكيات المحفوفة بالمخاطر بين الشباب مثل استخدام الشبكات الاجتماعية والمقامرة وألعاب الفيديو والتي من شأنها أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة في بعض الأحيان على صحته الجسدية والعقلية، وفق الدراسة.
و تُبين الأرقام أن 10% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة استهلكوا المخدرات ولو مرّة واحدة على الأقل، في حين أن 16 % منهم لم يجدوا أيّ صعوبة في الوصول إلى المواد المخدّرة في حين أنّ ثلث الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة تعاطوا المخدرات لمرة واحدة على الأقل.