تونس-أفريكان مانجر
كشف تقرير المرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مؤخرا عن ارتفاع في معدلات الانتحار ومحاولات الانتحار في تونس خلال سنة 2014 ,حيث تم رصد 203 حالة انتحار ومحاولة انتحار السنة الماضية كانت بمعدل 17 حالة تقريبا كل شهر.
ويبرز التقرير أن ثلاثة أرباع ممن أقدموا على الانتحار أو حاولوا الانتحار هم بالأساس من الذكور وهي نفس الخاصية التي تناولتها كل الدراسات التي اهتمت بالبحث في كل المجتمعات حيث يتجاوز على الدوام عدد الذكور عدد الإناث.
و أعاز التقرير ارتفاع النسبة لدى الفئة الذكورية لأهمية الثقافة الذكورية في المجتمع التونسي التي تجعل من الرجل غير قابل للفشل أو للظهور في شكل الفاشل الشئ الذي يدفع أكثر نحو الانتحار.
و تطرق التقرير ذاته إلى الإشكال المثير وهو انتحار الأطفال ، فقد تم تسجيل 18 حالة من بينها 12 حالة تخص الفتيات وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها حجم الانتحار الإناث مقارنة بالذكور.
وأرجح “ارتفاع ظاهرة انتحار الأطفال ” إلى الخوف والفزع وعدم الإحساس بالأمان لدى الطفل
و هو نتيجة لانعدام الحلم وعدم القدرة على الحلم.
استهداف الشريحة العمورية بين 26ـ35سنة
ويتبين أن الشريحة العمرية 26ـ35سنة تتصدر بقية الشرائح العمرية حيث تم رصد 69 حالة 60 منها من الذكور وهو ما يؤكد ولو نسبيا بأن الأوضاع الاجتماعية تقف وراء حالات الانتحار ,ففي هذه الشريحة العمرية يعتبر السن عاملا مفصليا بالنسبة للمستقبل وعدم القدرة على تكوين صورة واضحة تمكن من الإجابة على العديد من الأسئلة الحياتية أمرا حيويا ويبدو أن الإجابة غير متوفرة بالشكل الكافي
أما الشريحة العمرية الثانية هي 16 ـ 25 سنة حيث تم رصد 52 حالة 36 منها للذكور أي أن عدد الإناث هو تقريبا نصف عدد الذكور وهذه الشريحة بالنسبة للإناث تتصدر المكانة الأولى مقارنة بالشرائح العمرية الأخرى.
و الشريحة العمرية الثالثة 36 ـ45 سنة ، فقد تم رصد 36 حالة 32 منها للذكور وهنا مرة أخرى نقف على مختلف المشاغل الحياتية بما فيه المهنية ، فالضغوطات الكبيرة التي واجهها المنتحرون والتي هي في علاقة بمعيشهم فتحت باب اليأس وعدم القدرة على المواجهة أمام انسداد الأفق والإحساس بالعزلة والوحدة في مواجهة هذه الإشكالات وعدم القدرة على الفعل فتحت أبواب الهروب عبر الانتحار والتهديد بالانتحار مرة أخرى نسجل غياب قنوات التواصل الاجتماعية والمؤسساتية ، هذه الشريحة تذمرت أكثر من غيرها من أوضاعها المعيشية .
ولاية القيروان و تونس في صدارة الولايات
و اظهر ذات التقرير أن كل من ولايتي القيروان وتونس تصدرتا بقية الولايات في حالات الانتحار ففي القيروان هناك خمسة حالات كل شهرين وكذلك الأمر بالنسبة لولاية تونس تليهما ولايتي جندوبة وبنزرت بتسجيل كل ولاية ثلاثة حالات كل شهرين و من ثم ولايات نابل وسوسة وقفصة وصفاقس تسجل تقريبا كل ولاية حالة واحدة كل شهر.