تونس-أفريكان مانجر-وكالات
جاء في تقرير أعده مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة أن تونس والمغرب وفرنسا والفيدرالية الروسية تعتبر الاكثر عرضة لهجمات إرهابية في المستقبل من قبل المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى أراضي بئر التوتر باعتبارهم «من عادوا أو سيعودون إلى بلدانهم الأصلية أو بلد ثالث سيمثلون تهديدا متزايدا للأمن الوطني والدولي» حسبما جاء في التقرير.
و في هذا السياق عبرت سابقا الأوساط التونسية السياسية و الجمعياتية عن مخاوفها من “العائدين من أراضي القتال” بعد حملهم للسلاح و للفكر المطرف. وقد طالب عدد من أعضاء حكومة الحبيب الصيد بعد عملية باردو الإرهابية و التي وصفت بالأكثر دموية أن يتم مراقبة العائدين من ساحات القتال أو عدم استقبالهم في تونس مجددا.
من جهة أخرى أشار تقرير الأمم المتحدة أن أكثر من 100 دولة حول العالم تعتبر المخزن الذي يزود الجماعات الجهادية مثل «القاعدة» وتنظيم «الدولة» بالمقاتلين و ان حوالي 25.000 مقاتل أجنبي يشاركون في النزاعات الجهادية حول العالم.
وقال التقرير إن عدد المقاتلين الأجانب زاد بنسبة 70% خلال التسعة أشهر الماضية مضيفا أنهم «يمثلون تهديدا إرهابيا مباشرا.
وسيزيد الصعود المفاجئ للعدد مظاهر القلق حول الجاذبية المتزايدة للمتطرفين والتوزع الجغرافي للدول التي جاء منها المقاتلون.
زيادة عدد المقاتلين في ليبيا
ويقول التقرير «من يأكلون معا ويقيمون صلات قوية معا يقومون بتنفيذ عمليات تفجير معا»في إشارة للخطر الذي يمثلونه بعد عودتهم إلى بلادهم . ولأول مرة تقدم الأمم المتحدة نظرة دولية عن مشكلة «المقاتلين الأجانب» حيث يشمل التحليل أفغانستان وأفريقيا وسوريا والعراق.
ويقول المسؤولون في المنظمة الدولية إن الرقم الذي ورد في التقرير متواضع وربما وصل إلى 30.000 مقاتل. وقالوا إن تدفق المقاتلين يتركز تحديدا على سوريا والعراق مع ملاحظة زيادة في عددهم في ليبيا. وسيعقد مجلس الأمن يوم الجمعة جلسة لمناقشة مشكلة المقاتلين الأجانب والبحث في إجراءات لمواجهة المشكلة.
وكان جيمس كلابر، مدير الأمن القومي الأمريكي قد أخبر الكونغرس بداية هذا العام أن هناك ما يزيد عن 3.400 مقاتل من الدول الغربية في العراق وسوريا. ويصف التقرير هذين البلدين مع ليبيا بأنها «المدرسة الحقيقية للتخريج» وإعداد الإرهابيين.
600 تونسي عاد من سوريا
و رغم غياب أرقام دقيقة تتعلق بعدد المقاتلين التّونسيّين الذين يقاتلون في سوريا، إلا أن عددهم قد يتراوح بين 3000 و3500، حسب بعض التّقارير الدوليّة، فيما يبلغ عدد الذين يقبعون بالسجون السّوريّة 300 مقاتل تونسي.
وبحسب المعطيات الرسمية، وفق ما أعلن وزير الداخلية السابق المكلف بالأمن رضا صفر، فان العائدين من سوريا يقارب عددهم 600 شخص، جلّهم يتجولون بحرية في المدن التونسية بعدما أفرج عنهم القضاء.