أفريكان مانجر-وكالات
يحتفل اليوم الأربعاء، مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية” أو ما يعرف اختصارًا باسم “داعش” في الموصل بذكرى مرور عام على استيلائهم على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية.
حيث قام التنظيم، بنشر صور تظهر رايات التنظيم السوداء وهي مرفوعة على أعمدة الإنارة في أحد شوارع الموصل الرئيسية.
وذكر موقع بي –بي –سي الإخباري، أن قناة “السومرية” الفضائية العراقية قد نقلت أمس الثلاثاء، عن مسؤول محلي في الموصل قوله إن التنظيم يزمع إقامة حفل بالمناسبة في فندق نينوى ذي النجوم الخمس الذي استولى عليه.
تزيين المدينة و الشوارع
ووردت أنباء عن قيام مسلحي التنظيم، بإجبار سكان المدينة بتزيين المباني المهمة فيها، وقالت “السومرية” إن ثمة تقارير لم يتسن التأكد من صحتها تقول إن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، قد يحضر الحفل أو يصدر رسالة مسجلة بالمناسبة.
كما قالت مصادر محلية في الموصل لــ”بي بي سي”، إن مسلحي “الدولة الإسلامية” أجروا تمارين عسكرية في شوارع المدينة أمس الثلاثاء تحسبًا لهجوم حكومي عليها.
وكان التنظيم قد استولى على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية عقب سيطرته على الموصل.
ورغم مرور 10 شهور من الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والهجمات البرية التي قامت بها القوات العراقية، تمكن التنظيم من مواصلة تشبثه بالأرض التي استولى عليها والتي يفرض فيها رؤيته المتطرفة للشريعة الإسلامية.
تاريخ “داعش” إلى “الخلافة”
ويعود تاريخ تنظيم “الدولة” إلى عام 1999، عندما أسس الأردني أبو مصعب الزرقاوي تنظيما أطلق عليه “جماعة التوحيد والجهاد”. في عام 2004 أعلن الزرقاوي مبايعة “القاعدة” وعن تغيير اسم جماعته إلى “تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”، وتبنت الجماعة مسؤولية معظم الهجمات الإرهابية التي ارتكبت في العراق خلال الأشهر اللاحقة، كما كان لها دور دموي مركزي في أحداث الأنبار عام 2013. وبعد اندلاع الحرب السورية، انخرط التنظيم في العمليات القتالية بنشاط، وبقسوة فائقة.
في أفريل عام 2013 أعلن التنظيم عن تغيير اسمه إلى “الدولة الإسلامية في العراق والشام” وذلك بعد فرض سيطرته على محافظة الرقة السورية بالكامل.
بدأ هجوم “داعش” على الموصل في 6 جوان عام 2014. وفي 10 جوان سقطت المدينة بالكامل بيد التنظيم بعد فرار عناصر الجيش العراقي منها. وفوجئ العالم وعلت الدعوات إلى إطلاق حملة دولية لمحاربة التنظيم، وردت الولايات المتحدة بإرسال مزيد من المدربين إلى العراق ودعت إلى تأسيس تحالف دولي لمحاربة التنظيم.
إعلان “الخلافة” وتشكيل التحالف الدولي
بعد سقوط الموصل، بدأ “داعش” التوسع فبسط سيطرته خلال فترة وجيزة على محافظة نينوى بالكامل، ووسع رقعة سيطرته في الأنبار وصلاح الدين، وهاجم مناطق شمال العراق، وهو ما اضطر الولايات المتحدة في نهاية المطاف إلى الإعلان عن اتخاذ إجراءات مكثفة لمحاربة التنظيم.
و بنهاية شهر جوان أعلن “داعش” عن قيام “دولة الخلافة”، مؤكدا أن طموحاته تتجاوز سوريا والعراق. وبعد مرور أيام ظهر زعيمه أبو بكر البغدادي في جامع الموصل لأول مرة مطلع جويلية . ولم تقدم الولايات المتحدة على أي خطوات ملموسة وحاسمة ضد “داعش” إلى حين شن التنظيم هجمات على سنجار وتلعفر وزمار في شمال العراق، إذ دفعت أزمة النازحين الإيزيديين العالقين في جبل سنجار واشنطن إلى إطلاق حملة إغاثة، وإلى الشروع في توجيه ضربات جوية إلى مواقع التنظيم بدءا من 8 أوت الماضي.
استراتيجية “داعش”: البقاء والتوسع
وفي نوفمبر الماضي صدرت مجلة “دابق” الالكترونية التابعة لـ”داعش” تحت عنوان “البقاء والتوسع”، إذ أعلن فيها التنظيم عن استراتيجيته وغايته المتمثلة في رفع رايته السوداء فوق مكة والمدينة وروما وعواصم شرقية وغربية أخرى. وفي إطار هذه الاستراتيجية التي تعتمد على مبدأ “الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع”، حاول التنظيم في الخريف الماضي مهاجمة بغداد فأرسل الآلاف من مقاتليه الذين تمكنوا من التسلل إلى مناطق قريبة من مطار بغداد.
وفي أكتوبرعام 2014 سقطت مدينة درنة الليبية بيد مسلحين أعلنوا ولاءهم للبغدادي، لتصبح أول مدينة خارج أراضي العراق وسوريا تنضم إلى “دولة الخلافة”. وفي شهر جانفي من السنة الحالية، أكدت الاستخبارات الأفغانية ظهور تواجد عسكري للتنظيم في أراضي أفغانستان.
تعزيزات لـ”داعش”
هذا و لا ينقطع تدفق المتطرفين الأجانب الوافدين إلى العراق وسوريا للانظمام لهذا التنظيم ففي شهر جويلية من سنة 2014، ذكر نشطاء سوريون أن “داعش” جند أكثر من 6300 مقاتل، إذ كان كثيرون منهم عناصر سابقة في “الجيش الحر”.
بينما قدم تقرير اممي لمجلس الأمن الدولي أواخر شهر ماي الماضي، قدر عدد المقاتلين في صفوف “داعش” بين 25 و30 ألفا، معظمهم أجانب. وذكر التقرير أن عدد مسلحي التنظيم ازداد خلال الأشهر القليلة الماضية بمقدار 70%، إذ جاء المتطرفون الجدد من أكثر من 100 دولة بالعالم.
وحسب تقييمات المركز الدولي لدراسة التطرف في لندن، تبقى تونس في طليعة الدول المصدرة للإرهابيين، إذ يبلغ عدد التونسيين في صفوف التنظيم قرابة 3 آلاف.
وفي المكان الثاني وضع المركز السعودية، إذ قدر “مساهمتها” بـ2500 مقاتل متطرف في صفوف “داعش”. ومن الدول العربية، ذكرت دراسة المركز أيضا الأردن (نحو 1500 متطرف) ولبنان (900) وليبيا (600) ومصر(360) والأراضي الفلسطينية وإسرائيل (120) واليمن (110) والسودان (100).
أما قرابة خمس المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم، فجأوا من دول أوروبا الغربية، إذ بات لفرنسا تمثيل في صفوف “داعش” بقرابة 1200 متطرف، تليها ألمانيا وبريطانيا، التي كانت كل منهما مصدرا لما بين 500 و600 من عناصر “داعش”. أما روسيا فقدر المركز مساهمتها بما بين 800 و1500 متطرف.
ومن الواضح أنه من المستحيل القضاء على “داعش” دون قطع مصادر تمويله. وعلى الرغم من صدور قرارات دولية عدة بهذا الشأن، يقف العالم مكتوف اليدين ويكتفي بتوجيه دعوات إلى الإرهابيين وتعود هذه الدعوات إلى الأذهان الدعوات التي سبق أن وجهها مجلس الأمن في قراراته إلى الجماعات المتطرفة في سوريا إلى احترام حقوق الإنسان. لكن “داعش” لا يعرف ما هي حقوق الإنسان..