جاءت تونس في المرتبة 34 عالميّا في مؤشّر القدرة التّنافسيّة للسياحة الصادر لاوّل مرّة عن مؤسّسة “دافوس” (المنتدى الإقتصادي العالمي)، لتأتي الثانية عربيّا بهذا المؤشّر بعد الإمارات العربيّة المتّحدة وذلك من ضمن ترتيب شمل 124 دولة من العالم.
وقد ساهمت عوامل مختلفة تدخل في تركيبة المؤشّر في تبوأ تونس لهذه المكانة المتقدّمة منها أساسا احتكارها المرتبة الأولى عالميّا على مستوى العناية التي توليها الدول ضمن أولويّاتها الإستراتيجيّة لتنمية قطاع السّياحة والسّفر.
وتتمثّل المؤشّرات الفرعيّة الأخرى التي ساهمت الى حد كبير في أن تستاثر تونس بالمرتبة الثانية عربيا، في أساسا مؤشّر المواقع الأثريّة (24)، الأمن والاستقرار (14)، مرونة التّنظيمات والتّشريعات (12)، استقرار التّشريعات (16).
في المقابل تتمثل مكامن ضعف القطاع السياحي بتونس في النّقل الجوي وفي البنية الأساسيّة لتكنولوجيا الإتصال والمعلومات والصحة من خلال قلة كثافة عدد الأطباء والماء الصالح للشرب بالإضافة الى الضرائب المرتفعة الموظّفة على السّفر.
وفي ذات الترتيب سبقت تونس وجهات سياحيّة معروفة بالمنطقة مثل تركيا (52)، المغرب (57) ومصر (58).
وتاتي تونس ضمن مجموعة الدول العربيّة التي يستأثر فيها قطاع السّياحة والسّفر بحصّة هامة من ناتجها الإجمالي المحلّي وذلك ب9.2 بالمائة في تونس، 10 بالمائة في المغرب و9.2 بالمائة في الأردن، 8.3 بالمائة في البحرين، 7.9 بالمائة في مصر و6.4 بالمائة في سوريا.
وتعكس هذه المؤشّرات دور هذا القطاع الهام في توفيره فرص العمل لتاتي تونس الثانية بعد البحرين في نسبة إحداثات الشّغل بالسياحة والسّفر مقارنة بإجمالي فرص العمل القائمة بكامل المجالات. ويقدر هذا المعدل بـ9 بالمائة في تونس و11 بالمائة في البحرين و8.8 بالمائة بالمغرب و8.7 بالمائة في الأردن و7.3 بالمائة في سوريا و6.7 المائة في مصر.
وبصفة عامة تحتلّ تونس المرتبة الثالثة عربيّا في عدد السّياح (نحو6.4 مليون سائح) بعد السّعوديّة (9.1 مليون سائح) ومصر( 8.3 مليون سائح)، حسب آخر الأرقام المتوفّرة لدى المنظّمة العالميّة للسياحة التي صنّفت الإمارات العربيّة المتّحدة في المرتبة الرّابعة بقرابة 5,9 مليون سائح والمغرب في المرتبة الخامسة (5.8 مليون سائح تقريبا) وذلك في العام 2005.
وتعكس المداخيل السّياحيّة التي تحقّقها هذه الدول مستوى القدرة الشّرائيّة للسيّاح بهذه الدول حيث يمكن اعتبار المغرب الأولى على مستوى هذه الزّاوية مقارنة بعدد السّياح وبنحو 4.7 مليار دولار وكذلك مصر بـ6.85 مليار دولار وسوريا بعائدات بـ2.2 مليار دينار مقابل 3.4 مليون سائح. في حين تقدر مداخيل العربيّة السّعوديّة من السياحة خاصّة منها الدينيّة بـ6.2 مليار دينار وتونس بـ2.1 مليار دينار وذات العائدات تقريبا بالنسبة للإمارات العربيّة المتّحدة.
ويمثّل قطاع السّياحة نحو 4 بالمائة من اجمالي الشغل الموفّر بالشّرق الوسط و6.5 بالمائة بشمال افريقيا
ولاحظ محرّرو التقرير الخاص بالقدرة التّنافسيّة بالقطاع السّياحي وعلى المستوى العربي أن هذه المنطقة (العربيّة) تتمتّع بمواقع أثريّة وثقافيّة كبيرة العدد، بالإضافة الى الطبيعة الخلابة والطقس الدافئ وهي عوامل تجعل من المنطقة العربيّة جاذبة للسّياح من العالم بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي بين آسيا واوروبا يجعلها نقطة عبور الى مواقع أخرى من العالم.
ويتوقّع الباحثون لدى منتدى الإقتصاد العالمي “دافوس” أن تصبح خدمات السّياحة والسّفر محرّك اقتصادات المنطقة مستقبلا.
وتشير تقديرات المنظّمة العالميّة للسياحة الى نموّ سّنوي للقطاع بمنطقة شمال افريقيا والشّرق الوسط يناهز 9.5 بالمائة. وهو المستوى الأعلى في العالم مقابل متوسّط عالمي 2.7 بالمائة في الفترة الممتدّة ما بين 2000-2004 .