أصدرت مؤخرا المنظمة العالمية لمساندة قطاع الاعلام تقريرها النهائي حول رصد الاعلام خلال الفترة الانتقالية في تونس أوت ـ ديسمبر 2011.
وأبرز التقرير وجود انحياز ونقص في المهنية في توجهات الصحافة المكتوبة في تغطيتها لمختلف الفاعلين السياسيين وفي كل فترات الرصد. حيث أن أكثر من 32.06 % من المادة المرصودة في الفترة ما قبل الانتخابات كانت غير حيادية في التناول وهي أعلى نسبة بالمقارنة مع كل فترات الرصد وهي نسبة تقلصت في الفترة الانتخابية الى 26،20 % لتتقلص في الفترة ما بعد الانتخابات وتصل الى 18.47 % وهي نسب تبقى مرتفعة جدا خاصة وأن الألوان الصحفية الخاصة بالرأي قليلة مما يعطي مؤشرات حول ظاهرة الخلط بين الخبر والتعليق في تغطية كل ما يرتبط بالفضاء العام.
ويؤكد التقرير أن جريدة “الصحافة” كانت الأكثر حيادية في تغطيتها لكل فترات الرصد ففي الفترة ما قبل الانتخابات كانت نسبة 22.18 % من المادة الاعلامية التي نشرتها غير محايدة لتتقلص نسبة المادة الاعلامية غير الحيادية في الفترة الانتخابية لتصل الى 8.78 % في حين أن نسبة المادة الاعلامية المنحازة في الفترة الأخيرة كانت في حدود 11.5 % والجريدة العمومية الأخرى والصادرة بالفرنسية “لابراس” كانت الأقل حيادية بنسبة 75،42 % من المادة الاعلامية المنحازة في الفترة الأولى لتتقلص في الفترة الانتخابية لحدود 56،21 % من المادة الاعلامية وهو ما يبيّن سيطرة الرأي والتعليق على كتابات “لابراس” أكثر بكثير من كتابات صحفيي “الصحافة” الشيء الذي يدعو الى التساؤل حول التوجهات التحريرية للصحف العمومية ودورها في هذه المرحلة الانتقالية.
وفيما يخص الصحافة الخاصة فيلاحظ التقرير تميّز انحياز “الصريح” و”الشروق” و “لوطون” إذ كانت جريدة “لوطون” الأقل حيادية من بين الصحف الخاصة بنسبة تقدر بـ82،37 % من المادة الاعلامية في الفترة الانتخابية متبوعة بجريدة” الصريح” بنسبة تقدر بـ 83،36 % من المادة الاعلامية غير الحيادية وإنحياز “لوطون” و “الشروق” برز حتى في الفترة ما بعد الانتخابات بنسبة تقدر على التوالي بـ 22.38 % و 22،22 % وهي نسب كبيرة تبين نزع الصحف نحو الخلط بين التعليق والخبر.
كما تمت ملاحظة أن جريدة “الصباح” كانت الأكثر حيادية في تغطيتها للحملة الانتخابية.