تونس-أفريكان مانجر
أكد الناطق الرسمي للجبهة الشعبية،حمة الهمامي أن الجنرال رشيد عمار قد دفع إلى الاستقالة دفعا ولم يفعل ذلك نظرا للأسباب التي ذكرها والمتعلقة بتقدمه في السن.
وقال الهمامي اليوم الثلاثاء،02 جويلية 2013 في حوار له مع جريدة “الصريح” :” أشعر أنه دفع دفعا للاستقالة من خلال ما قاله بين السطور لأن رشيد عمار تحدث عن وضع صعب وتحدث عن طعنات إلى جانب الهجمات والحملات المتكرّرة عليه.”
واستغرب الناطق الرسمي للجبهة الشعبية من قرار رئيس أركان الجيوش الثلاثة،خاصة بعد وصفه الوضع القائم في تونس بالخطير والصعب.
وفي موضع متصل،استبعد حمة الهمامي أن يكون هدف رشيد عمار من كل ذلك القيام بحملة انتخابية،حيث أكد أن ذلك سابق لأوانه لكنه في المقابل اعتبر أن قراره الدخول في المعترك السياسي إذا ما غادر عمله على رأس الجيش حقا من حقوقه.
أسباب غير موضوعية للاستقالة
وللإشارة،فقد تفاعل عدد من السياسيين والملاحظين مع خبر استقالة الجنرال رشيد عمار،حيث اعتبر الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي الأسباب التي أعلنها رئيس أركان الجيوش الثلاث رشيد عمار حول تقديم استقالته أسبابا غير موضوعية.
ودعا حسين العباسي في تصريح ل”موزاييك أف أم” الجنرال رشيد عمار إلى التراجع عن هذه الاستقالة وتوضيح أسبابها الحقيقية مشيرا إلى أنّها خلّفت حيرة لدى الشعب التونسيّ وأنّه ليس الظرف المناسب لإعلانها لأنّ تونس تمرّ بفترة حرجة حسب تعبيره ويفترض به أن يأخذ بعي الاعتبار المصلحة الوطنية قبل مصلحته.
راشد الغنوشي على الخط
من جانبه قال السفير التونسي السابق في منظمة اليونسكو، الدكتور المازري حداد الثلاثاء 25 جوان 2013 في حوار خصّ به قناة فرانس 24 إنّ الجنرال رشيد عمار اضطر إلى الاستقالة بإيعاز من راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة.
واعتبر المازري الحداد إعلان الجنرال رشيد عمار استقالته سقوطا لآخر جسر وقائي من وباء الفوضى والفتن الأهلية في تونس حسب تعبيره مشيرا إلى أنّ قرار رشيد عمار كان نتيجة تصريح سابق لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي خاطب السلفيين في شريط مسرب بقوله إنّ الجيش غير مضمون
كما أوضح في السياق ذاته أنّ تصريحات الغنوشي جعلت الجنرال رشيد عمار يحس أنّ الجيش مستهدف معتبرا ذلك نتيجة خلاف بينهما على حدّ قوله.
إخفاق واستهداف للمؤسسة العسكرية
في المقابل،صرح المستشار السابق في رئاسة الجمهورية المكلف بالإعلام، أيوب المسعودي لراديو “كلمة” يوم الثلاثاء 25 جوان 2013 أن رئيس أركان الجيوش الثلاثة الجنرال عمار يحاول تبرئة نفسه من الإخفاق ضد الإرهاب عن طريق تقديم استقالته.
و أكد أيوب المسعودي أن رشيد عمار يقر بتفكك الدولة و انعدام التواصل بين المؤسسات الدولة و المؤسسات الإستخبارية.
كما أضاف المسعودي أنه كان من الأجدر أن يحال رشيد عمار على التقاعد أو يقدم إستقالته منذ العام الفارط خاصة و أنه تجاوز السن الأقصى في 24 مارس 2012 وهو ما يعتبر خرقا للقانون حسب قوله.
من جانبه، اعتبر رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر ورجل الأعمال،سليم الرياحي أن الفريق أوّل رشيد عمّار قرّر الخروج أمس الاثنين،24 جوان 2013 من خلال برنامج “التاسعة مساء” إلى الإعلام تحت وقع ضيم نفسي بدا فيه مجروحا وذلك بعد أن أدرك بحدسه أنه ستتم إقالته فخيّر استباق الخطوة “بمرافعة إعلامية” شاملة عن دوره وخدماته و أفضاله على الوطن،وفق تعبيره.
وقد فسّر المؤرخ المختص في تاريخ تونس المعاصر، خالد عبيد قرار الجنرال بالتخلي عن مهامه إلى ما أصبحت تعانيه المؤسسة العسكرية من تراخ متواصل وفق تعبيره في ظل عدم اتخاذ السلطة السياسية قرارا حاسما بمحاربة الإرهاب على جميع الأصعدة.
واعتبر عبيد أن الجنرال عمّار خيّر الاستقالة وتحميل المسؤولية لاحقا لمن سيدفع نحو تعفين الوضع في تونس، على أن يبقى هو على رأس مؤسّسة مكبّلة وعاجزة عن القيام بدورها في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد.