تونس- افريكان مانجر
في كلّ مرّة تحقّق فيها تونس نجاحا سياسيّا أو أمنيّا تبعث باشارات ايجابيّة الى الأسواق الخارجيّة فتتحسّن بذلك أسعار صرف الدّينار وترتفع البورصة، ويسجّلّ الاقتصاد التّونسي بعض التّقدّم، وطيلة الفترة الفارطة لم تنجح تونس في ارسال أيّ اشارات ايجابيّة إلى الخارج، حيث كانت العمليّة الارهابيّة بسوسة بمثابة الضّربة القاضية بالنسبة للاقتصاد التّونسي، لكن بتسجيل عدد من النّجاحات الثّقيلة على مستوى أمني وتصفية بعض العناصر الارهابيّة الخطيرة والقبض على البعض الآخر… يبقى السؤّال المطروح هل تنجح تونس في ارسال اشارات ايجابيّة للأسواق الخارجيّة واستقطاب مستثمرين وتحسين الوضع الاقتصادي بالبلاد ؟
المستثمرون في مرحلة الإنتظار
وحول هذا الموضوع، قال وجدي بن رجب الخبير الاقتصادي في تصريح لـ “أفريكان مانجر” إنّ هذه النّجاحات الأمنيّة رغم أهمّيتها وثقلها ليس لها تأثير مباشر على الاقتصاد وعلى الأسواق الخارجيّة، حيث أنّ المؤسّسة الأمنيّة قبل عمليّة سوسة الارهابيّة حقّقت كثير من النّجاحات وقد سجّلت حينها تونس تحسّن طفيف في سعر صرف الدّينار وفي مؤشّر البورصة ونفس الشّيء قبل عمليّة باردو الارهابيّة، لكن بمجرّد حصول عمليّة ارهابيّة نعود إلى نقطة الصّفر ويبقى المستمرين الأجانب وحتىّ التّونسيين في مرحلة الانتظار والمراقبة والحذر النّسبي ولا يمكنهم المجازفة والمخاطرة بأموالهم مادام لم يتوفّرا عنصرا الأمن والأمان.
وبيّن محدّثنا أنّه منذ عمليّة اغتيال الجنود بالشّعانبي في شهر رمضان الفارط والوحدات الأمنيّة تحقق نجاحات كبيرة ومن بعدها مباشرة يتمّ تسجيل ضربات موجعة، حتّى أصبح المستثمرين في انتظار مستمرّ لضربات موجعة بعد كلّ نجاح بما أنّ نفس السيناريو تكرّر مرّات عدّة، مضيفا أنّ “ما زاد الطين بلّة” هي ضربة سوسة الارهابيّة، حيث كانت كارثيّة ومخلّفاتها وخيمة على كلّ المستويات والمجالات، واليوم على حدّ تقديره رغم النّجاحات الأمنيّة الكبيرة التي تمّ تسجيلها سيواصل المستثمرين حذرهم ولن يخاطروا ببعث مشاريع في تونس.
إجراءات عاجلة
وأضاف نفس المصدر أنّ عملياّت قفصة وسجنان ومنزل بورقيبة غير كافية، مبرزا أنّه بالنسبة للاقتصاد لابدّ للعمليّات الأمنيّة الناجحة أن تتواصل ويجب فتح العديد من الملفاّت العالقة والمصادقة على قانون الماليّة التّكميلي كما يجب أن تتدعّم الاشارات الايجابيّة بنجاحات أمنيّة ثقيلة وتتزامن باصلاحات اقتصاديّة.
من جهة أخرى، أوضح نفس المصدر أنّ رئيس الحكومة سجّل في الفترة الأخيرة عديد الزّيارات الفجئيّة والمبرمجة لعدّة قطاعات وهي نقطةجيّدة تحسب للدّولة التّونسيّة، لكن ذلك لا يمكن أن يؤثّر على المدى القريب، فقط يمكن أن يبعث بشيء من الاطمئنان على المدى البعيد، لكن الاجراءات العاجلة والجريئة وما يمكن أن تحقّقه تونس من نجاحات أمنيّة ومن قضاء على العناصر الارهابيّة الخطيرة هو الذي من شأنه أن يحسّن الوضع الاقتصادي بتونس.