تونس-أفريكان مانجر
قال وزير الخارجية السابق وصهر رئيس حزب النهضة،رفيق عبد السلام الخميس 13 جوان 2013 في حوار ل”الشرق الأوسط” إنه لا ينوي العودة إلى قطر وإنه سيظل في تونس يعمل في إطار الحركة التي ينتسب إليها وفي مجال العمل الشعبي العام.
وأضاف عبد السلام أنه عاد إلى موقعه الطبيعي كعضو مجلس شورى حركة النهضة و أنه سيتولى أيضا مسؤوليات تنفيذية،مؤكدا أن الهدف هو إنجاح المرحلة الانتقالية وجعل تونس مثالا ونموذجا ملهما يجمع بين قيم الإسلام ومتطلبات الحداثة ،وفق تعبيره.
استراتيجية النهضة
ورجّح عدد من المراقبين أن قرار رفيق عبد السلام المتعلق بعدم العودة إلى قطر والمكوث في تونس يعود لسببين اثنين ،إذ يتمثل السبب الأول في كون حزب النهضة بدا يستعد لمنح عبد السلام امتيازات وموقع آخر جديد في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بوصفه الصهر “المدلّل” لزعيم الحركة راشد الغنوشي ،خاصة بعد أن تم التخلي عنه في حكومة علي العريض ورفض العديد من الأطراف التونسية والأجنبية على حدّ سواء تعيينه في مناصب ديلبوماسية وذلك نقلا عن بعض الملاحظين للشأن العام.
وقد استند ملاحظون في ذلك بالتنديد الصارخ لحزب النهضة لما اعتبرته حملة مضللة ضد وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام الذي هو في نفس الوقت صهر زعيم الحركة راشد الغنوشي، حيث اعتبروا أن النهضة تسعى إلى الضغط على القضاء في قضية “الشيراتون” من خلال استغلال نفوذها وسيطرتها على الحكم.
ويذكر أن حزب النهضة قد اصدر مؤخرا بيانا عبّر فيه عن تضامنه مع رفيق عبد السلام في مواجهة هذه “الحملة الظالمة”، وفق تعبيره وندد بهذه الحملات السياسية والإعلامية “المدبرة” التي تهدف إلى النيل من شخصه ومن الحركة والحكومة التي انتسب إليها، وفق اتهامات محرر البيان.
واعتبرت المدونة ألفة الرياحي هذا البيان محاولة ضغط وتأثير حكومي على سير القضاء في قضية هذا الوزير المتهم بالفساد المالي.
ورقة خاسرة
أما السبب الثاني لبقاء عبد السلام في تونس وعزوفه عن العودة إلى قطر على الرغم من تواجد زوجته وعائلته هناك،فيعود وفق نفس المراقبين إلى كون عبد السلام لم يعد مرحبا به هناك وان قطر قد تخلّت عنه بعد فشله خاصة في مهمته الحكومة التي انتهت بفضيحة ما يعرف بـ”شيراتون غايت”.
ويشار إلى أن مصدرا كان قد صرّح ل”أفريكان مانجر” سابقا أن وزير الخارجية السابق كان يتعمد التكتم بشأن اتصالاته مع المسؤولين القطريين و أنه عادة لا تعلم السفارة التونسية لدى قطر محتوى تحركات وزراء حزب النهضة المدعم من قطر وعلى رأسهم وزير الخارجية مع نظرائهم القطريين.
كما أفاد نفس المصدر أن وزير الخارجية عادة ما يزور قطر في إطار فعاليات دولية واقليمة تحتضنها هذه الإمارة ويتم على هامشها الاتصال بمسؤولين قطرين.
كما يشار أيضا إلى أن رفيق عبد السلام الذي يحمل الجنسية البريطانية ويسافر بجواز سفره البريطاني كان مدير مركز دراسات الجزيرة ومقربا جدا من السلطات القطرية، كما لا يستبعد مراقبون أن يكون تعيينه على رأس الديبلوماسية التونسية بتوصية قطرية .
عبد السلام الأكثر فشلا
ويذكر أن تقارير رسمية قد صنفت في السابق وزير الخارجية السابق،رفيق عبد السلام أكثر الوزراء فشلا لمردوده الهزيل والضعيف في أدائه لمهمة تعدّ من أصعب المهام وأكثرها دقّة وحساسية، وفق ما نشرته الأربعاء 19 ديسمبر 2012 جريدة السور، من دون الكشف عن هذه المصادر الرسمية.
وأوردت جريدة “السور” آنذاك أن موضوع التحوير الوزاري قد تحوّل بقرار سياسي إلى موضوع مزايدات حزبية وتحوّلت مقاييس التعديل إلى المحاصصة الحزبية والعلاقات الشخصية إضافة إلى مقياس المصاهرة الذي تحوّل إلى ورقة ضغط من طرف كل وزير.
وشرح المقال أن رفيق عبد السلام ،صهر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي هو أكثر الوزراء فشلا حسب التقارير الرسمية وأنه قد تحوّل إلى “جوكار” (ورقة حظ) يلجأ إليه باقي الوزراء للضغط على الحكومة كلما طرح موضوع التحوير الوزاري،حيث يشترط كل وزير من وزراء الترويكا معني بالتحوير أن يشمل التعديل الوزاري هذا الأخير حتى يقبل هو نفسه فكرة التحوير.
وقد توقع مراقبون أن دولة قطر لم تعد تدعم عبد السلام بعد هذا الفشل الذريع ،وقد فهم خروجه من الخارجية وكأنه تخل منها عنه خاصة وأن قطر تعيش فترة ترتيب أوراقها خاصة بعد فشلها في ما محاولتها الاطاحة بالرئيس السوري وأيضا عزم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن التخلي منصبه لصالح نجله من الشيخة موزة وولي عهده الشيخ تميم بن حمد، وفق مصادر بريطانية.