أصدرت المحكمة الابتدائية بسيدى بوزيد ظهر الثلاثاء حكما يقضى بعدم سماع الدعوى فى قضية عون التراتيب فادية حمدي المتهمة بالاعتداء على المرحوم محمد البوعزيزى.
وقد قوبل الاعلان عن حكم البراءة بترحاب وابتهاج كبيرين من قبل الجموع الغفيرة من المواطنين الذين تابعوا الجلسة داخل قاعة المحكمة وخارجها والذين حيوا، كما رصد ذلك مراسل /وات/ بسيدي بوزيد، شجاعة هيئة المحكمة التي برهنت على استقلالية القضاء وقطعها مع العهد السابق.
واستمعت المحكمة في بداية الجلسة الى اقوال فادية حمدي التى انكرت التهمة الموجهة اليها بتعنيف المرحوم البوعزيزي.
وتم اثر ذلك الاستماع إلى أقوال عائلة البوعزيزي /الام والأختان والاخ/ الذين اعلنوا في خطوة مفاجئة إسقاطهم لحقهم الشخصي وقالت السيدة منوبية والدة البوعزيزي: //لقد أوكلت أمري الى الله ويكفينا ما نتج عن استشهاد البوعزيزي من حرية ورحيل الطغاة//.
ولدى إحالة الكلمة الى هيئة الدفاع افتتحت المرافعة الاستاذة بسمة ناصري وتلت تقريرا مطولا تعرضت في بدايته الى مختلف وقائع القضية التي انطلقت يوم 17 ديسمبر 2010 ولفتت الى وجود العديد من الاخلالات الشكلية منها خاصة عدم وجود متضرر او سماعه اذ لم يقع حسب رايها سماع أي احد من عائلة المرحوم لا اثناء البحث ولا حتى من قبل قاضي التحقيق. واكتفى الباحث الابتدائي بذكر انه تعذر سماع المتضرر لوجوده بالمستشفى.
واشارت الاستاذة ناصري الى اخلال شكلي اخر يتمثل في ان تعليمات النيابة العمومية كانت في البحث دون أي طلب اخر ولا يوجد بملف القضية ما يفيد انه قد صدرت تعليمات من النيابة كتابية او هاتفية بالاحتفاظ بالمتهمة وهو ما يجعل حسب رايها أعمال الباحث الابتدائي باطلة.
وأضافت ان البطلان لم يقف عند ذلك الحد وانما تواصل حتى اعمال التحقيق من ذلك استنطاق المتهمة دون حضور محاميها واصدار بطاقة ايداع في شانها.
كما تعرضت محامية الدفاع الى بطلان شهادة الشهود لاسباب مختلفة ابرزها قرابتهم من المتضرر ووجود عداوة مع عون التراتيب ومصلحة لاحد الشهود بل وعدم حضورهما الواقعة من اساسها ووجود تضارب في الاقوال التي ادلوا بها. كما اعلنت عن وجود شاهدين اكدا براءة المتهمة مما نسب اليها.
وقد بلغ عدد محامي الدفاع 7 محامين اجمعوا على تأكيد براءة المتهمة وبطلان الاجراءات التي حفت باستنطاقها وطالبوا بالافراج عن المتهمة والتاكيد على استقلالية القضاء وعدم انحيازه.
وفي تصريح ل/وات/ عقب التصريح بالحكم قال الاستاذ خالد عواينية احد محامي الدفاع ان فادية حمدي كانت بمثابة الشماعة التي علقت عليها السلط الجهوية والوطنية في العهد السابق فشلها.
وأكد أنه كان من المفروض ان توضع مسألة حسم ملفها قضائيا ضمن الأولويات خلال الأشهر القليلة الماضية مشيرا إلى ان تحريك هذا الملف ما كان ليتم لولا الضغط الإعلامي الذي سلطه أهالي فادية لكسر الغموض الذي احيط به الملف.
يذكر ان مقر المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد عرف منذ الصباح الباكر يوم الثلاثاء أجواء جد خاصة وذلك بمناسبة هذه المحاكمة حيث شهد المحيط المؤدي للمحكمة إجراءات أمنية مشددة مع تدفق مئات المواطنين الذين أتوا لمتابعة أطوار الجلسة وانتظار حكم العدالة.
وقد منع أغلبية الحضور من دخول قاعة الجلسة بمن فيهم الصحفيون، علما بأن ممثلي وسائل الإعلام لمكتوبة والمسموعة والمرئية الوطنية منها والأجنبية قد تحولوا الى سيدي بوزيد بأعداد كبيرة.