تونس-افريكان مانجر
كشف اليوم الأربعاء 19 فيفري 2014 كاتب عام نقابة أعوان الأمن عصام الدردوري لـ”افريكان مانجر”أنّ بعض القيادات الأمنية بوزارة الداخلية مُتواطئة مع المجموعات الإرهابية،و هي جزء مما يُسمى بالخلايا الإرهابية النائمة.
“انتدابات”إرهابية
و أضاف الدردوري أنّ التنظيمات الإرهابية نجحت في اختراق عدد من أجهزة الدولة و المؤسسات العمومية التونسية من بينها الداخلية،و قدّمت هذه الكوادر الأمنية على حدّ قوله دعما لهذه المجموعات التكفيرية و قد تمّ ضبط بعضها و هم الآن محلّ تتبع قضائي.
وللإشارة فإنّ مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أكد لنا في وقت سابق أنّ الداخلية أحالت ملفات 5 قيادات أمنية على القضاء للتحقيق معهم على خلفية شكوك في تورطهم في دعم مجموعات إرهابية و مساعدتها بمدّها بمعلومات أمنية.
و بيّن الكاتب العام أنّ التنظيمات الإرهابية تغلغلت في مختلف مناطق الجمهورية و هو ما يُفسرّ تحركها بكلّ أريحية و سهولة أحيانا في العاصمة و غيرها من الأماكن،حيث يتم “انتداب “عناصر مهمتها مثلا توفير السيارات و كراء المحلات السكنية و المؤونة….
و أبرز الدردوري أنّ الخلايا النائمة لا تبدو عليها علامات التشدّد و التدين وهي الوجه الخفيّ للتنظيمات الإرهابية المذكورة مهمتهم الرئيسية جمع المعطيات و المعلومات بالشخصيات السياسية و الإعلامية أو النقابية المُراد استهدافها،و تتحرّك عندما تدّق الساعة صفر وفق تعبيره.
و اعتبر النقابي الأمني أنّ الأحداث الأخيرة بجندوبة و روّاد و حي النسيم بولاية أريانة تُؤكد أنّ الإرهاب في تونس أصبح حقيقة و قد توفرت له الأرضية المناسبة،و في هذا السياق أكد محدثنا أنّ معالجة الإرهاب من منظور أمني لا تستقيم و عليه فإنّ مختلف مكونات المجتمع المدني من أحزاب و جمعيات و نقابات مُطالبة بدورها بمعاضدة المجهودات الأمنية التي مُطالبة بدورها بترفيع درجة اليقظة تحسبا لأيّ عمل إرهابي قد يطال الشارع التونسي من جديد.
مئات الخلايا النائمة
و قدرت بعض النقابات الأمنية أن يكون عدد الخلايا النائمة في تونس قد تجاوز ال400 عنصرا،و في تصريح سابق خصنا به كاتب عام نقابة الأمن الجمهوري الحبيب الراشدي أكد وجود 420 خلية إرهابية نائمة من ضمنهم السبعة عناصر المسلحة التي تمت تصفيتها في عملية روّاد و الأربعة عناصر التي ألقي عليها القبض في عملية حيّ النسيم بولاية أريانة .و أفاد المتحدث أنّ العناصر المسلحة و التي دخلت مؤخرا في مواجهات مع قوات الأمن تنتمي إلى مجموعة ال 420 خلية المذكورة،مُشيرا إلى أنّ المعركة مع الإرهاب ستتواصل و بعد إلقاء القبض و قتل 11 عنصرا فإنّ 409 خلية إرهابية ستسعى للتحرك و تنفيذ مخططاتها في تونس العاصمة هذه الفترة.
تنظيم القاعدة مرجعهم
و حول هذا الموضوع أكد الخبير الأمني والمدير السابق بوزارة الداخلية يسري الدالي ل”افريكان مانجر”أنّ الخلايا النائمة مُرتبطة أساسا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و أغلب عناصرها تلقوا تدريبات ميدانية عسكرية للقتال سواء في ليبيا أو الجزائر و غيرها من الدول.
و أضاف محدثنا أن الخلايا الإرهابية النائمة مُوالية بالضرورة لتنظيم القاعدة،و هم حاليا جنود هذا التنظيم في تونس و قد انخرط بعضهم في تنظيم أنصار الشريعة المحظور. وأوضح الدالي أن الخلايا الإرهابية تتحرك بعد الحصول على إذن من القاعدة.
و في ظلّ الوضع الراهن الذي تعيشه تونس و مع دخولها المنعرج الخطير بحدوث عملية جندوبة حيث تحوّل عداء الخلايا النائمة من الأمنيين إلى المدنيين،أشار المدير السابق بوزارة الداخلية إلى ضرورة إحداث خلية أزمة من قيادات أمنية و قضاة و سياسيين لمقاومة ظاهرة الإرهاب .
بسمة المعلاوي