تونس- أفريكان مانجر
اعتدى عون أمن مكلف بالطفولة المشردة في تونس بالعنف على أب أمام طفله وفق ما شاهده “أفريكان مانجر” في روبرتاج يتم بثه حاليا على قناة “فورست تي في” الخاصة.
ويصور هذا الروبورتاج معضلة الطفولة المشردة في تونس وتشغيل الأطفال وقد تطرق لعدة حالات واقعية تم تصويرها بالإضافة إلى تصوير تدخل أعوان السلطات المكلفة بمتابعة هذه الشريحة المهمشة من المجتمع التونسي.
ومن العينات التي تم التطرق إليها طفل (بائع متجول) بصدد بيع علب سجائر مهربة بأحد الأماكن الشعبية في العاصمة تونس وقد تم القبض على هذا الطفل من طرف أعوان فرقة أمنية مخصصة لمطاردة هذه النوعية من الأطفال وكان الطفل في حالة ذعر شديد ورفض الذهاب مع هذه الفرقة إلى حين عودة أبيه الذي احتج لدى وصوله مذعورا أيضا،على “ايقاف” طفله بهذه الطريقة وبادر بالجلوس أرضا أمام السيارة الأمنية في حركة احتجاجية لمنع تحركها، إلا أن أحد الأعوان بهذه السيارة قام بتعنيف الأب وشتمه أمام مرأى طفله ومسمعه الذي انهمر بالبكاء والصراخ وفي حالة هستيرية قبل أن يتم حشر الأب بعنف في السيارة بجانب طفله الذي سارع باحتضان أبيه وتقبيله. وقد كشف القائمون على هذا الروبورتاج عن وجه الطفل من دون مراعاة خصوصيته.
وبغض النظر عن الدور المهمّ الذي يلعبه هذا الجهاز الحكومي لحماية الطفولة من التشرد والاستغلال، يستغرب “أفريكان مانجر” استخدام السلطات التونسية هذا الأسلوب العنيف أمام أطفال يعانون أصلا من العنف بكل أشكاله الاجتماعي خاصة إذا تعلق الأمر بأقرب الناس إلى الطفل وهو أمه أم أبيه عامة.
كما يتساءل عن جدوى مثل هذه التدخلات التي تقوم بها السلطات لحماية الطفولة المشردة ما لم يؤخذ بعين الاعتبار نفسية الطفل خاصة وإنسانية المواطن بغض النظر عن التجاوزات المسجّلة.
ويبدو من خلال هذه الواقعة فإن هؤلاء الموظفون ربما يحتاجون إلى لفت انتباه لحساسية وظيفتهم التي تقتضي تأهيلا مستمرا ويقظة دائمة لانسانيتهم التي يبدو أنها انطفأت مع تعايشهم مع هذه الحالات الانسانية المؤلمة والتي أصبحت مألوفة لديهم.
عائشة بن محمود