حرب باردة بين حركتي النهضة ونداء تونس في ظل ما تعيشه البلاد من تجاذبات و كأن حمى الحملة الانتخابية انطلقت قبل آوانها خاصة بعد أن تقدمت حركة النهضة بمشروع قانون لتحصين الثورة من الفاعلين السياسيين في عهد النظام السابق… مشروع وصفه الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس بأنه يستهدفه شخصيا …
حول هذا الموضوع و غيره من الأحداث الوطنية التقت “افريكان مانجر” عادل الشاوش القيادي في حركة نداء تونس
كيف تقيم الوضع العام بالبلاد وهل فعلا نتجه نحو الأسوأ ؟
أوضاع البلاد ليست علي أحسن ما يرام حيث يعم الغموض حول مصير الانتقال الديمقراطي و حتي مصير الوطن برمته وكل المؤشرات تدفعنا للاعتقاد أننا نسير نحو الأسوأ فالمجلس التأسيسي الذي علق عليه الشعب الأمل لتحرير دستور ديمقراطي في آجال معقولة غرق في النقاشات العقيمة والهامشية وأصبح مبعث قلق وحيرة لدي الرأي العام مع تواصل الأزمة الاقتصادية وتعطل العملية التنموية وتراجع القدرة الشرائية لجميع الشرائح الاجتماعية مع غياب كامل لأجندا سياسية واحدة ومتفق عليها والمتعلقة يتاريخ الانتخابات المرتقبة ومما زاد الطين بلة هي السياسة الخاطئة المتبعة من الحكومة التي ترفض الحوار ولم تفهم أن الفترة الانتقالية لها خصوصياتها ومن أهم هذه الخصوصيات أنها تخضع لمبدأ الأغلبية والأقلية ومن مظاهر هذه الساسة طريقة إجارة الحكومة لأزمة سليانة…
ماهو تعليقكم على الهجمة على اتحاد الشغل بعد التوافق الذي كان بين المنظمة و الحكومة في الفترة السابقة ؟
في الوقت التي خلنا فيه أن الحكومة قد استخلصت الدروس من الأزمة وبعد لقاء الجبالي بالعباسي وإبرام اتفاق بين الطرفين نتج عنه تعليق الإضراب العام بسليانة صدم الرأي العام بهجوم همجي قامت به ما يسمي برابطات حماية الثورة علي مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في يوم لا كالأيام العادية وهو إحياء ذكري فرحات حشاد شهيد الحرمة النقابية ومعركة التحرر الوطني أقول صدم الرأي العام نظرا لبشاعة الاعتداء المادي وخاصة الرمزي باعتبار ما للاتحاد من قيمة لدي الشعب التونسي ونظرا لمكانة حشاد في الذاكرة الوطنية والغريب في الأمر أن السيد راشد الغنوشي عوض أن يدعو للتعقل بما فيه مصلحة البلاد ومصلحة الحركة التي يقودها زاد في منسوب التوتر بتصريحاته المستفزة في التهجم علي الاتحاد تبرير العنف الممارس من عصابات ما يسمي رابطات حماية الثورة
هل ترون في خطاب الرئيس المؤقت الاخير بداية لنهاية الترويكا؟
بقطع النظر عن الدوافع الحقيقية للسيد رئيس الجمهورية المرتبطة بحساباته الانتخابية فان خطابه الأخير حمل العديد من النقاط الايجابية لعل أهمها الدعوة للتهدئة والمطالبة بفتح حوار وطني جامع والتعويل علي الكفاءات بدلا عن المحاصصة الحزبية في تقلد المسؤوليات والإشارة للتباطؤ الواضح في عمل المجلس التأسيسي لتحرير الدستور والدعوة للتسريع بانجاز الانتخابات والتنويه بدور الاتحاد باعتباره شريكا مهما في عملية الانتقال الديمقراطي لكن السوال المطروح هو هل أن الرئيس يملك وسائل سياستة المعلنة وكيف يمكن له ان يحقق في الواقع ما أعلن عنه في الخطاب إما أن الرئيس أراد من خلال هذا الخطاب إعلان انفصاله عن التروكيا والاستعدادات للانتخابات مقدما نفسه كمنقذ للبلاد ومتنصل من كل إخفاقات الحكومة التي أصبحت بينة للعيان ولا تخفي علي احد زد علي ذلك أن السيد المرزوقي ومنذ أزمة تسليم البغدادي يعرف أن النهضة لن تضع ثقتها فيه ولن يكون مرشحها للرئاسة مجددا فاختار طريقا اخري لذا اعتقد أن التروكيا انتهت علي الأقل في شكلها الحالي…
كيف ستتعامل حركة نداء تونس مع مشروع قانون تحصين الثورة خاصة وان رئيس الحركة الباجي قايد السبسي أكد أن هذا المشروع يستهدفه شخصيا ؟
اعتقد جازما أن مشروع قانون تحصين الثورة لن يمر ولا يجب أن يمر لا فقط لأنه يستهدف السيد الباجي قائد السبسي وغيره بل لأن تمرير مثل هذا القانون هو ضرب لأهم أهداف الثورة ألا وهو الحرية ورد السيادة للشعب صاحب السيادة يمارسها من خلال انتخابات ديمقراطية وشفافة ومستجيبة للمعايير الدولية وبطبيعة الحال ستعمل حركة نداء تونس مع حلفائها ومع جميع مكونات المجتمع المدني للحيلولة دون إصدار هذا القانون وستستعمل في ذلك السبل القانونية كالالتجاء للمحكمة الإدارية وباعتماد الطرق السياسية وذلك بالتحرك والاحتجاج وبكل الوسائل التي يكفلها لها القانون الوطني والدولي وهنا لابد من إبداء الملاحظة التالية المتعلقة بالقانون الدولي حيث أن إمضاء الدولة التونسية علي المعاهدات الدولية يجعل من القانون الدولي قانونا وطني ولا يعتبر ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للدول الأطراف الممضية علي هذه المواثيق فتونس عندما انخرطت في هذه المعاهدات إنما فعلت ذلك بمحض إرادتها والتزمت أن تجعل من هده المعاهدات ارفع من قوانينها وبناء علي ذلك يمكن للمحكمة الإدارية التونسية إن تعتمد في رفضها لقانون تحصين الثورة المعاهدات الدولة ذات الصلة ،أما أخلاقيا السؤال المطروح كيف يمكن لبلادنا ان تفتتح عهد الديمقراطية بقانون لا ديمقراطي ؟
كيف تسير الهيكلة إلى حد الآن بالنسبة لنداء تونس و تحديدا على مستوى تركيز المكاتب الجهوية و المحلية؟
لقد استغرقت هذه العملية الوقت الازم من المشاورات والمباحثات للوصول للتوافق بين جميع الحساسيات المكونة لنداء تونس عملية تركيز الهياكل الجهوية والمحلية لحركة نداء تونس شارفت علي النهاية وهو اختيار منذ البداية لحزب بصدد التأسيس والبناء وهو تحدي ازعم إننا نجحنا فيه ….
لماذا غادر عادل الشاوش حركة التجديد و لماذا اختار الالتحاق بنداء تونس هل هذا يعود لتوجه التجديد نحو الانصهار مع أحزاب أخرى ؟
أنا لم افعل غير أنني استجبت لنداء تونس وهذه الاستجابة لم تكن في تعارض لكل ما آمنت به فلقد كنا دائما ندعو إلي تجاوز الحزبيات الضيقة وكنا دائما مع خلق قطب وطني وديمقراطي واسع قادر علي التأثير في مجريات الأمور ومما زاد هذا الهدف راهنية هي نتائج الانتخابات الأخيرة التي أظهرت قصورا وانخراما كبيرا في موازين القوي لصالح حزب يحمل في طياته مخاطر الهيمنة مما يهدد بالعودة لماسي الحزب الواحد ثم بالخصوص بروز مظاهر وممارسات تؤشر على منزلقات حقيقية وليست وهمية فيها تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وبالخصوص في مجال حقوق النساء… فكانت حركة نداء تونس بقيادة السيد الباجي قائد السبسي أحسن استجابة لهذه المشاغل حركة قوية تجمع الحساسيات المؤمنة بنمط العيش التونسي ومتمسكة بمكاسب البلاد الحضارية والتنموية وبالحرية وبالدولة المدنية وقادرة علي المنافسة الانتخابية وعلي إدخال التوازن اللازم للحياة السياسية بما فيه مصلحة الوطن وإبقاء مسالة التداول علي السلمي علي السلطة ممكنة …
د.ع