تونس-افريكان مانجر
قال رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية الشيخ فريد الباجي في حوار له مع جريدة الشروق الجزائرية مؤخرا إن تنظيم ،أنصار الشريعة المحظور في تونس – على مستوى القيادة والأتباع – يعتبر أن تونس أرضا للجهاد، باعتبار ان الشعب التونسي رفض دعوتهم ومفهومهم للدين، مشددا على ان انصار هذا التنظيم قد انتقلوا من مرحلة الدعوة إلى مرحلة إعلان الجهاد المسلح و ان “ومن يدعي غير ذلك منهم إنما يقوله من باب أن الحرب خدعة، ويجوز الكذب عندهم في هذا الجهاد المزعوم لحماية أنفسهم “بحسب تقديره .
و اعتبر الباجي انه يجب الان العمل على وضع إستراتيجية حكومية واضحة في التعامل مع الجهاديين التونسيين العائدين من سوريا، مع وجوب إعادة جهاز أمن الدولة الاستخبارتي من جديد الذي تم إلغاءه ارتجاليا من قبل وزير الداخلية فرحات الراجحي السابق، كما شدد على ضرورة القبض على الجميع إما لمحاكمتهم أو تأهليهم وعلاج عقولهم، وإصلاح الخلل الديني والذهني الذي حصل لهم بعد عودتهم من سوريا، وفق تعبيره.
و أشار الباجي في السياق إلى أن عددا من أعضاء حركة النهضة الحاكمة كانوا متواطئين في تسهيل انتشار الفكر الوهابي بتونس في بداية حكمهم، ولكنهم بعدما سالت الدماء، قاموا بمراجعة حساباتهم وغيروا سياستهم، وكان ثمن هذا الخطأ والغباء السياسي من طرفهم هو الخروج من الحكم وتسليم السلطة في الأسابيع القادمة.
و للإشارة فان عددا من التقارير الإخبارية أوردت أن قطر قامت ببعث العديد من الجمعيات الخيرية في تونس بعد الثورة والتي تعمل كغطاء لتجنيد ما وصفتهم بـ”الإرهابيين” للتوجه إلى سوريا.
و اعتبر في هذا السياق فريد الباجي إن الأزمة السياسية في تونس، سببها يعود أساسا إلى ضعف الأداء السياسي والاقتصادي للسلطة الحاكمة بدرجة أولى، ولفوضى المعارضة بدرجة ثانية،بالاضافة الى تردي الأوضاع وتفاقم الاختراق الأمني الكبير الذي تسبب في الاغتيالات السياسية للمعارضة وقتل الجنود والأمن الوطني من طرف التيار الوهابي المتطرف.
وشدد الباجي على ان عددا من الشيوخ الزيتونيين قد نبهوا السلطة السياسية منذ سنتين وحذروا من ترك هذا التيار الديني المتشدد “يمرح ويرتع على المنابر الدينية والإعلامية” ،و إن الوهابية أدعياء السلفية انتقلوا من التنظير للتكفير إلى مرحلة التفجير.
و أضاف بان بالسلطة السياسية وأنصارها قد رفضوا تحذيراته ، بل وتحالف بعض السياسيين مع هذا التيار وسعوا في نشره في تونس، لذلك أخرج فتوى بوجوب تفتيش المساجد للقبض على هؤلاء، وعلى الحكومة أن تصنف تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا وتعاملهم على هذا الأساس سياسيا ومجتمعيا وقضائيا وهو الحل الجذري لهؤلاء المتطرفين.
و اعتبر رئيس جمعية دار الحديث الزيتونية ان التهديد الأمني يعود أساسا” إلى الغباء السياسي من طرف السلطة،” وإلى الجهل الكبير بأمور الإسلام من هؤلاء الشباب نتيجة التصحر الديني الذي تسبب فيه النظام البائد، حيث استغلوه دعاة الوهابية المتطرفين بعد الثورة.