تونس-افريكان مانجر
صرّح خميس كسيلة،عضو المجلس الوطني التأسيسي وعضو الهيئة التنفيذية لحزب نداء تونس أن هذا يستمدّ قوته من كاريزما زعيمها، الباجي قائد السبسي المؤسس الفعلي له.
وأضاف أن استمرار هذا الحزب في استقطاب هذه الآلاف التي استجابت إلى هذا المشروع وخاصة الكفاءات والإطارات يعود كذلك إلى مكانة الباجي قائد السبسي وتوجّهاته وإطاراته وخياراته الائتلافية مع باقي القوى الديمقراطية في البلاد.
وستساعد هذه العوامل حسب كسيلة على ضمان ديمومة هذا الحزب وتأثيره الفعلي في واقع البلاد،حيث يهدف نداء تونس إلى تعديل الخارطة السياسية وخلق القوة القادرة على تأمين التداول السلمي على السلطة.
ويقول عضو حزب نداء تونس: “نحن قادرون مع غيرنا من الديمقراطيين والقوى المدنية على قلب موازين القوى في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لفائدة النمط المنفتح ولفائدة دولة القانون كذلك والمؤسسات العادلة، كما اعتبر أن نداء تونس هي التي تمثّل بالفعل الخيار الثالث وائتلاف القوى الوسطية الحداثية باعتبار حركة النهضة من جهة ومشروع الجبهة الشعبية اليساري من جهة أخرى،فنحن نمثّل إلى جانب حلفائنا القوّة الوسطية الحقيقية والخيار المؤهل الأكثر من غيره لأن يكون القاطرة الضامنة لتقديم البديل دون غلق الباب أمام أصدقائنا في الجبهة الشعبية أو كل من يقطع مع تيار العنف والاقصاء من التيارات السياسية ذات المرجعية الإسلامية.”
وأوضح كسيلة أن حزبه مستعدّ للتواصل مع التحالف الديمقراطي وغيره من الأحزاب والتيارات بناء على وضوح المواقف والحسم النهائي في طبيعة المجتمع الذي سيتم الدفاع عنه من ناحية ومن حيث مدى استعداد هذه التيارات إلى قبول الآخر من ناحية أخرى.
مشروع وليس حزب
وأشار عضو الهيئة التنفيذية لحركة نداء تونس إلى أن سبب التحاقه بهذا الحزب هو كونه لا ينتمي إلى الأحزاب التقليدية كما أنه يحمل مشروعا لاستئناف الحركة الوطنية سواء في فلسفتها التنظيمية المفتوحة على الأجنحة الاجتماعية والثقافية والسياسية أو في المبادئ التي جاء من أجلها.
ويقول في هذا السياق: ” لم اندم قطّ على انضمامي إلى حركة نداء تونس لأنني ومنذ عودتي من المنفى رفضت أن أعين في كل الهيئات أو في هياكل الدولة وأردت أن تكون عودتي إلى أرض الوطن لا يشرّعها إلا الانتخاب . وبالفعل كانت التجربة في الأول مع حزب التكتل في انتخابات 23 أكتوبر الماضية لكن ما إن انحرف هذا الحزب عن مبادئه الأصلية ووعوده وجدت نفسي مجبرا على الخروج منه وليس الانشقاق عن الناخبين والناخبات . وقد وجدت فيما بعد الإطار المناسب الذي كنت أبحث عنه وهو حركة نداء تونس، هذا الحزب الذي تفصله عن حركة النهضة 14 قرن من تفكير وحضارة.”
برنامج تأسيسي
وأبرز كسيلة أن من يعتقد أن حركة نداء تونس دون برنامج يخطئ المرمى والهدف،حيث تحدّث عن وجود برنامج تأسيسي عبّر عنه كالتالي: “نحن قوّة تريد إعادة الاعتبار إلى العلم التونسي على حساب الإعلام السوداء ونحافظ أ ونعزّز التوافق حول الفصل الأول من دستور 1959 كما أننا ذاهبون أكثر في تفعيل التوافق لحماية مجلة الأحوال الشخصية.”
وأضاف أن لنداء تونس لجان وعشرات الخبراء والإطارات العليا المتمرّسة في الدولة والإدارة التونسية من جميع الاختصاصات الذين أكملوا التوجّهات العامة لبرنامج الحركة الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وأن نداء تونس كذلك بصدد تشكيل قرابة 20 لجنة قطاعية و24 لجنة جهوية على أن يتم إثراء هذه البرامج التفصيلية قبل موفّى السنة الحالية مع المناضلين في الجهات ومع كل الأطراف المدنية والمنظمات الاجتماعية والنقابات إلى جانب التفاعل مع برامج الأحزاب الحليفة حتّى يتم التوصّل بعد ذلك الى البرنامج الملموس والمقنع والذي سيكون في شكل حزمة من الإصلاحات العاجلة ذات المردودية المباشرة على حياة الناس وخاصة الشباب العاطل منهم والجهات المحرومة.
استهداف ممنهج
من جانب آخر،اعتبر خميس كسيلة حملات التشويه الذي يتعرّض لها حزب نداء تونس استهدافا ممنهجا ضدّ هذه الحركة وادّعاءات باطلة بوصفها نداء تونس مشروعا لإعادة إنتاج القديم الفاسد.
وشرح كسيلة أن أهداف هذه الدعاوي معروفة،باعتبارها تهدف إلى التشويش على هذا المشروع الكبير والى مغالطة الرأي العام الوطني في حين وأن نداء تونس حركة مفتوحة للجميع سواء دستوريين أو تجمعيين أو نقابيين أو وافدين من تجارب سياسية أخرى.
وفسّر أن قبول أو رفض أي طرف للانتماء لهذه الحركة يبقى مرتبط بمدى إيمانه بمبادئها ومدى براءته من أي تورّط في الفساد أو في الاستبداد كما ان القضاء العادل والمستقل يبقى الفيصل في الحكم على أي منتمي.
وفيما يتعلّق بموقف حزبي النهضة والمؤتمر من نداء تونس وانسحابهما من مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل،أكد كسيلة أن حزبه يدعم بكل قواه مبادرة المنظمة الشغيلة ودعوته إلى مؤتمر للحوار الوطني يكون جامعا ومفتوحا أمام الجميع،لكنه عبّر عن أسفه لمقاطعته من طرفي حزبي النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية،معتبرا ذلك سببا من الأسباب القوية التي زادت في عزلتيهما.
وفي المقابل أشار إلى أن نداء تونس يعوّل على قيادات هاذين الحزبين للالتحاق بمائدة الحوار، فنداء تونس حسب قوله لا يعادي أي طرف وطني وليس لديه سوى منافسين أو خصوم على أقصى تقدير.
وختم كسيلة بأن حزب نداء تونس قد عبّر مرارا وعلى لسان رئيسه عن استعداده للحوار الجاد من أجل المصلحة الوطنية مع كل الأطراف بما فيها حركة النهضة.
شادية هلالي