تونس – أفريكان ماناجر
كثر ، منذ الثورة وخصوصا منذ تولّي حكومة الترويكا السلطة ،الحديث عن انشاء لجان تحقيق .وهذه اللجان اما أنها لا تنشأ اصلا بعد الاعلان عنها مثلما حصل بالنسبة الى أحداث 9 أفريل 2012 في شارع الحبيب بورقيبة . حيث أعلنت الحكومة بعد اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاربعاء 11 أفريل 2012 أنها ستنشئ لجنة تحقيق من شخصيات مستقلة ومشهود لهم بالكفاءة والحياد لتسليط الأضواء عن ملابسات ما وقع يومها وتحديد المسؤوليات . ولم تنشأ اللجنة الى حد الساعة .
أغلب اللجان التي تم انشاؤها لا تنتهي الى نتائج عملية تذكر ومنها اللجنة التي أحدثها التأسيسي حول أحداث 9 أفريل 2012 المشار اليها و التي خضع تشكيلها الى المحاصصة الحزبية . ولم تكن محل اجماع . و ما زال الرأي العام ينتظر انتهاء أشغالها الى الآن .
وعلى شاكلة هاتين اللجنتين ، المولودة والموؤودة ، و بعد حادث القتل الذي تعرّض له منسّق نداء تونس في تطاوين لطفي نقض ، ارتفعت أصوات من الترويكا وخصوصا النهضة والمؤتمر للمطالبة ببعث لجنة تحقيق حول ملابسات الحادث . وكأنما اللجنة ستفضي الى اماطة اللثام عما حدث فعلا وتحيل الى القضاء من شارك في الفعلة الشنيعة التي لم تتعوّد عليها الحياة السياسية .
وعلى هذا الأساس فان المطالبة بلجنة التحقيق هو سبيل الى اهمال الملف وايداعه في مقبرة النسيان ، مع التظاهر بأن توضيح ملابسات القضية هو مطلب الجميع وأن القضاء الذي سترفع اليه نتائج التحقيق هو الفيصل .