تونس-افريكان مانجر
اطلع يوم امس عدد من الصحفيين التونسيين على الوحدة الجوية 11 بالثكنة العسكرية بالعوينة و التي تم تكوينها 26 جوان 2013 و تحتوي على طائرتين ج130 تم اقتناء الأولى سنة 2013 و الثانية سنة 2014 بتكلفة 250 مليون دينار الواحدة .
و قال العميد طارق البكوش ,أمر الوحدة الجوية , أن من مهام هذه الوحدة تكوين وتدريب الطيارين العسكريين بالإضافة إلى نقل الأفراد و الوفود و الشخصيات و دعم مهام الوحدات القتالية العسكرية و نقل الجنود و المعدات العسكرية .
و أشار إلى أن من خاصية هذه الطائرات أنها لا تتأثر بالطقس و لها القدرة في حمولة تفوق بقية الطائرات موضحا بان هذه الطائر تستطيع حمل 28 جندي بالمعدات العسكرية و 92 من القوات الخاصة و 97 حاملة مرضى .
و أوضح في زيارة ميدانية للصحفيين في الوحدة إلى أن الطيارين الذين يتدربون على هذه الطائرات يتحصلون على تكوين في تونس بالإضافة إلى عدد من التربصات في الولايات المتحدة الأمريكية.
و عدد العميد بعض الأنشطة التي قامت بها هذه الطائرات لفائدة بعض المنشات العمومية على غرار وزارة الثقافة و الهيئة العليا المستقلة للانتخابات(نقل صناديق الاقتراع ) ووزارة التربية (نقل الامتحانات الوطنية ) و الخطوط الجوية (نقل بعض الطائرات للصيانة ) و البنك المركزي ورئاسة الجمهورية .
مدرسة برج العامري رمز للانضباط
في ذات اليوم انتقل الوفد الإعلامي من الصحفيين -في إطار زيارات ميدانية نظمتها وزارة الدفاع الوطني- إلى مدرسة الطيران ببرج العامري و التي أنشأت عام 1968، بمساعدة المنظمة العالمية للطيران المدني وبعض الدول الصديقة لتكتسب سريعا سمعة عربية وإفريقية لجدية التكوين فيها ومطابقته للمواصفات العالمية.
وفي عام 1984 أحدثت وزارة الدفاع الأكاديمية الجوية بصفاقس للاستجابة لحاجياتها من الطيارين. وفي 1992 تم إلحاق مدرسة برج العامري بوزارة الدفاع الوطني ليضع الجيش الوطني خبرته التنظيمية في خدمة نمو الطيران في تونس وأصبحت وزارة الدفاع الوطني تتصرف في المدرستين فتم إدماجهما عام 1994 لتركيز الجهود .
و تتمثل مهام المدرسة في تكوين عسكريين و مدنيين لفائدة جيش الطيران بدرجة أولى و كذلك لفائدة مؤسسات الطيران المدني في الميدان العسكري و ميدان الطيران و الملاحة الجوية و الرصد الجوي .
كما تعتبر المهمة الرئيسية للمدرسة هي تكوين الضباط لنيل الشهادة الوطنية لمهندس في اختصاص سياقة الطائرات و الجولان الجوي و الأرصاد الجوية و الميكانيك و التيليميكانيك و أنظمة الطيران و الاتصالات و الإعلامية .
أما في المجال البحثي و العلمي فان المدرسة تقوم بعدد من البحوث في مجال الطيران بالإضافة إلى تصميم نموذج مصغرة للطائرات .
و تتميز المدرسة بالاستقلالة المالية حيث تحتوي على عدد من المعدات التي تهم مجال الطيران على غرار الطائرات –يتم اقتنائها من ميزانية المدرسة الخاصة – وعدد من المخابر المختلفة حسب الاختصاصات .
كما تحظى هذه المدرسة بسمعة عربية كبيرة ولا زال خريجوها مطلوبين لدى شركات الطيران خارج تونس خصوصا وأنها المركز الوطني الوحيد المؤهل لإجراء امتحانات الطيران بكل اختصاصاته بالتعاون والتنسيق بين وزارتي الدفاع الوطني والنقل و قد تعلم فيها 911 أجنبي متربص من جنسيات مختلفة .
و ما تستطيع أن تلمسه في هذه المدرسة هو “الانضباط و النظام ” الموجد لدى الطلبة على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم التعليمية بالإضافة إلى إطار من المدرسين و المدربين أقل ما يقال عنه بأنه من خيرة ما يوجد في الميدان العسكري في تونس .
وفي حديثه عن أهمية “الانضباط داخل المدرسة ” قال أمر المدرسة أن من ” سيقوم بقيادة طائرة فيها المئات من الأرواح البشرية المعلقة في الفضاء “يجب أن يتعلم أولا “الانضباط و المسؤولية”.
نغادر المدرسة و نحن في دهشة من “التقنيات و من المستوى التعليمي ” الموجود بها و نتفهم عندها سبب أن تكون حلم أي شاب تونسي إلا أنها تتطلب الكثير من التفوق.
مها قلالة