تونس- أفريكان مانجير
قال التهامي العبدولي كاتب الدولة المكلف الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية التونسية إن راشد الغنوشي لا يعتبر ” شيخ”، وأن مستقبل “النهضة” مع حمادي الجبالي، في وقت كشف فيه عن تمويل دول خليجية للحركات السلفية في تونس عن طريق جمعيات خيرية.
وأوضح المسؤول الحكومي “أن المشيخة شهادة علمية يمنحها إما الأزهر أو الزيتونة ، فهو رجل عادي، ليس شيخا وليس مفكرا بالمعنى الحقيقي للكلمة، هو سياسي”، بحسب تعبيره في حوار أدلى به للشرق الأوسط ونقلته عنه اليوم الخميس 12 اكتوبر 2012 جريدة “القدس”.
وأضاف العبدولي، الذي هو من حزب التكل أحد أحزاب الائتلاف الثلاثة المكونة للحكومة التونسية أن : “مستقبل “النهضة” ليس مع راشد الغنوشي، مستقبل “النهضة” هو مع حمادي الجبالي”، وقال: “أي تطرف كان، حتى ولو كان من راشد الغنوشي سنقاومه”، مضيفا بالقول: “الغنوشي يحظى باحترام، لكن على العاقل أن يعرف ما يقول”.
واعتبر العبدولي أن الغنوشي غير قادر على فهم الأوضاع الآن في تونس وعلى تحليل الوضع الاجتماعي في تونس، ربما لأنه كان في العزلة، في المقابل اعتبر رئيس الحكومة حمادي الجبالي، “شخصا معتدلا جدا، مضيفا بالقول: “أنا أعمل مع رئيس حكومة أحترمه وأقدره، وأعلم أنه صادق، ولا أعتقد أن راشد الغنوشي يمكنه أن يؤثر على عمل الحكومة بالشكل الذي يتوهمه الشارع في تونس.”، حسب تعبيره.
وحول تصريحات الغنوشي التي جاءت في فيديو مسرب في لقاءه مع سلفيين حول خطته للسيطرة على الدولة، قال العبدولي: “أنا لست متأكدا من صحتها، ولكن إن كان قال هذا فإنه بهذا يشوش على عمل الحكومة ويسبب لنا مشاكل مع أطراف أجنبية والأحزاب المعارضة في تونس، والمفروض أنه لا يمكن لأي رئيس حزب أو قائد سياسي التدخل في عمل الحكومة شخصيا ولو مرة واحدة. وأتمنى ألا يكون قد قال هذا الكلام”.
وبشأن التعامل مع السلفيين، قال كاتب الدولة إن “التعامل معهم الآن لن يكون بصفتهم سلفيين، وإنما بصفتهم متشددين يتجاوزون القانون ويخترقون الحريات العامة، فتطبيق القانون سيكون صارما.. والسلفيون في تونس ليس لهم خيار، إما أن ينضبطوا ويحترموا الشعب التونسي، وإلا فهناك رفضا اجتماعيا لهم، ثم إنهم ليس بإمكانهم العيش بيننا إذا واصلوا على هذه الطريقة”، وأضاف: “بما أنهم يخرجون على القانون، فلا مكان لهم بيننا”.
وحول تمويل السلفيين في تونس، قال العبدولي: “ليست لنا أدلة واضحة حول تورط دولة ما في دعمهم، ولكن هناك جمعيات سلفية في الخليج تدعم هذه المجموعات السلفية في تونس، فدعمهم يتم عن طريق الجمعيات وليس عن طريق الدول. وهم يريدون ترويج الفكر السلفي، وبعضها لا يدعم التشدد، بل الفكر السلفي”. وأضاف: “تونس دولة مدنية بامتياز ولا يمكن أسلمتها.. إن وقعت أسلمة أو تشدد فإننا سنقاومهما”.
يشار إلى أن الحوار االتهامي العبدولي تم إجراءه في لندن، على هامش زيارة له يحمل فيها رسالة من رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي لنظيره ديفيد كاميرون.