قدّر الملاحظون عدد المتظاهرين ليلة الاثنين – الثلاثاء وسط العاصمة بما يزيد عن 10 آلاف جمعتهم رغبة التعبير عن الاحتجاج على ما يعتبرونه سعي الحكومة المؤقتة الي تضمين الدستور عبارات تجعل وضع المرأة يتحوّل من المساواة الى التكامل حسب ما جاء في الفصل ال28 من الدستور الجديد بما ينتقص من وضع المرأة في بلد بوّأ المرأة منذ استقلاله مكانة متميزة عربيا واسلاميا.
وطالب المحتجون الذين جالوا في الشوارع الرئيسية في العاصمة التونسية بأن تهتم الحكومة بمسائل أساسية مثل البطالة وتنمية مناطق البلاد.
اللافتات التي حملها المتظاهرون تتضمن عبارات ذات دلالة مثل : “لا للمس بمكاسب المرأة” و “لا مستقبل لتونس بدون المرأة” و “لا للمساومة على مكتسبات وحقوق المرأة التونسية”. الى جانب شعارات تهم الوضع السياسي والمعيشي للتونسيين وشعارات معادية للحكومة مثل “الشعب فد فد من الطرابلسية الجدد” “المرأة التونسية ليست محرزية” “يا شعب فيق فيق الحكومة تسرق فيك” .
ويخشى ناشطون انه إذا تمت الموافقة على الصيغة الجديدة التي يمكن أن تمر بقانون الأغلبية الذي توظفه النهضة لاقرار النصوص الأساسية فان ذلك سيؤدي الي انتكاسات في المستقبل.
وزارة الداخلية استعدت للحدث . ورغم أنها رمت بقوات أمنية كثيفة في الشارع الرئيسي للعاصمة – شارع الحبيب بورقيبة – والشوارع المحيطة به فان الأعوان بقوا على هدوئهم طيلة المظاهرة وتجنبوا الاصطدام بالمتظاهرين . وأقاموا طوقا أمنيا ناشرين السيارات والدراجات بما أغلق منافذ الشارع الرئيسي .
شباب من جبهة 14جانفي أصرّوا على التظاهر أمام وزارة الداخلية وهتفوا بشعارات تطالب باطلاق سراح الموقوفين اثر أحداث سيدي بوزيد . وانتهوا الى التحول الى ساحة 14 جانفي .
وقد تلحّفت عديد النسوة والفتيات بالعلم الوطني وحمات النساء العاملات في سلك الشرطة ورودا للمتظاهرين .
و حاول المتظاهرون والى حدود منتصف الليل اجتياز الحاجز الأمني بشارع محمد الخامس للتقدم نحو شارع الحبيب بورقيبة إلا أنّ الأمن تصدى لهم. وبعد اختراق للحواجز الأمنية لم يدم طويلا بدأوا بالانسحاب من شارع الحبيب بورقيبة، و رجعت الحركة بالشارع إلى حالتها الطبيعية.