تونس-افريكان مانجر
الدبلوماسية الاقتصادية لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة و هي أحد الأعمدة الأساسية للعمل في تونس، ذلك ما أكده وزير التجارة و تنمية الصادرات سمير عبيد.
و أضاف، في كلمته على هامش افتتاح أشغال الدورة الثامنة لملتقى تمويل التجارة والاستثمار في افريقيا (فيتا2025)، أن هذه الدبلوماسية تعكس قناعتنا بأن المقاربة التونسية، يجب أن تكون في خدمة التنمية الوطنية، والتكامل الإقليمي والقاري، إلى جانب تعزيز التجارة بين الدول الإفريقية وتحسين سلاسل القيمة وحشد كافة الطاقات المتاحة.
و تابع، انه من خلال البعثات الدبلوماسية والقنصلية والممثلين التجاريين ومكاتب الاستثمار، نعمل على تعزيز الفرص التجارية وجذب الاستثمارات، ومرافقة الشركات التونسية نحو الأسواق الدولية، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركائنا الأفارقة.
كما تعكس هذه الدبلوماسية الاقتصادية السعي لجعل تونس مركزًا إقليميًا استراتيجيًا للتجارة و التجديد، وإقامة شراكات جنوب-جنوب، من خلال الاستفادة من موقعنا الجغرافي ومعرفتنا، ومجتمع أعمالنا الشاب والديناميكي والمبتكر، وفق تعبيره.
من جهته، رئيس منتدى الأعمال التونسي الافريقي انيس الجزيري، قال ان فيتا 2025 تحمل شعارًا طموحًا “دفع التحول في إفريقيا”، نظرا لما تزخر به من إمكانيات وطاقات وسوق واسعة، مشيرا إلى أنّ عدد سكان القارّ سيتحوّل من 1،5 مليار نسمة، حاليا، الى 2،5 مليار نسمة بحلول عام 2050، 60 بالمائة منهم دون سن 25 سنة، مع توقعات بارتفاع الناتج الداخلي الاجمالي من 3 تريليونات دولار الى 10 تريليونات دولار في أفق 2050.
واعتبر انه لتُحقق القارة كامل طاقتها، لا بد من إطلاق تحوّل عميق وديناميكية حقيقية للتغيير، مشيرا الى أن ما يقارب 80% من صادرات إفريقيا لا تزال تتركز على المواد الخام، مما يُحتّم ضرورة التصنيع المحلي، ويجعل من التصنيع ركيزة التنمية.
و أكد الجزيري، أهمية التحول الاقتصادي العميق في إفريقيا من خلال التصنيع و التحول الطاقي و البنية التحتية و الرقمنة، والتمكين الشامل للمرأة، مشددا على ضرورة تعبئة التمويل عبر شراكات متعددة الأطراف، داعيا إلى بناء إفريقيا متكاملة و منتجة، بشكل يجعلها تلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل النظام العالمي.
و اعتبر الجزيري، في تصريح لموقع افريكان مانجر، ان الحضور الكبير من 60 دولة افريقية يؤكد ان تونس تحظى بمكانة هامة في افريقيا و يفتح المجال أمامها لمزيد تطوير صادرها في هذه السوق الواعدة.
و أقر محدثنا، ان المبادلات التجارية مع افريقيا في حدود 10% من حجم المبادلات التونسية حوالي 6 مليار دينار، أما أفريقيا جنوب الصحراء فهي في حدود 1،5 مليار دينار، و هو رقم مازال ضعيفا لكن يمكن تطويره سيما و ان عديد المنتجات التونسية قادرة أن تقتحم الأسواق الإفريقية.
ويتزامن ملتقى تمويل التجارة والاستثمار في افريقيا مع الذكرى العاشرة لتأسيس مجلس الأعمال التونسي الإفريقي (2015-2025)، و يشهد مشاركة نحو 1000 شخصية من أكثر من 60 دولة، بالإضافة إلى 2000 مشارك من تونس و100 منظمة دولية، مع تنظيم أكثر من 3000 لقاء ثنائي.
وسيتم على مدار اليومين، تناول العديد من المحاور من بينها قطاع السياحة في إفريقيا، حيث يحضر المنتدى 5 وزراء سياحة أفارقة.
أما فيما يتعلق بالتمويل، فإن “فيتا 2025” يشهد حضور عدد كبير من المؤسسات المالية الدولية الكبرى على غرار البنك الدولي، و البنك الإفريقي للتنمية وبنك التجارة والتنمية، إضافة إلى البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير “إفريسكيم بنك”، ما يجعله فرصة للمؤسسات التونسية للحصول على تمويلات لمشاريعها.
كما سيتم التركيز على موضوع تطوير الصناعة في المبادلات جنوب-جنوب، والإضافة التي يمكن أن تقدمها تونس في مختلف القطاعات. كما سيعقد المنتدى جلسات لبحث سبل تطوير البنية التحتية والجانب اللوجستي في إفريقيا وكيفية تمويل هذه المشاريع الحيوية.
وسيتم تخصيص جزء من المنتدى للحديث عن دور المرأة في تعزيز القدرات النسائية في سلاسل القيمة الاقتصادية في تونس وإفريقيا. وقد أكدت وزيرة المرأة النيجيرية حضورها، بالإضافة إلى العديد من النساء الرائدات في المجال الاقتصادي اللاتي سيشاركن في النقاشات حول هذه المسألة.