تونس- أفريكان مانجر
قال وزير الخارجية عثمان الجرندي في حوار نشرته اليوم الأحد 1 سبتمبر جريدة “الشروق” إن بيان وزير الشؤون الدينية حول مصر كان متسرعا ولم يعكس بالمرة الموقف الرسمي لتونس.
يذكر أن وزارة الشؤون الدينية كانت أصدرت يوم 14 اوت 2013 الماضي بيانا رسميا حول التطورات الأخيرة في مصر التي أدت إلى مقتل المئات، واستنكرت فيه تدخل السلطات المصرية لقمع مظاهرات مساندة للرئيس المصري المخلوع ودعت فيه الشعب التونسي الخروج يوم الجمعة للتضرع والتضامن مع الشعب المصري.
وقد استنكر مراقبون هذا البيان وفحواه، واعتبروا أنه ليس من مهام وزارة الشؤون الدينية اصدار بيان يتعلق بشأن سياسي ودولي وخارجي.
واعتبر هؤلاء أن اصدار مثل هذه البيانات من مشمولات وزارة الخارجية التونسية حسب البرتوكولات والنواميس الدبلوماسية المعتمدة.
وتعليقا على هذه الحادثة، كشف الجرندي اليوم أنه وقع التأكد صلب الحكومة على أن لا يتكرر ذلك مستقبلا سواء من وزارة الشؤون الدينية أو غيرها.
وأكد وزير الخارجية عثمان الجرندي في حوار مع جريدة “الشروق” على أنه وزير محايد ولا يتلقّى أيّ إملاءات من أيّ جهة وكذلك الشأن بالنسبة إلى وزارته، مؤكّدا أنّ علاقاته طيّبة مع كلّ الأحزاب والرئاسات الثلاث
وأوضح وزير الخارجيّة أنّ موقف تونس كان واضحا فيما يتعلّق بما يحدث في سوريا وإدانتها لتصرّفات النظام السوري كانت منذ البداية، مؤكّدا على ضرورة إيجاد حلول سياسيّة للأزمة السوريّة ودعم كلّ المساعي الرامية إلى ذلك. وأشار إلى أنّ عودة العلاقات الديبلوماسيّة التونسيّة السوريّة رهين تطورات الأوضاع حسب قوله.
وحول بيان وزير الشؤون الدينية حول مصر، قال الجرندي إنّ البيان كان متسرعا ولم يعكس بالمرة الموقف الرسمي لتونس، مضيفا أنّه وقع التأكيد صلب الحكومة على أن لا يتكرر ذلك مستقبلا سواء من وزارة الشؤون الدينية أو غيرها.
وقال في نفس السياق إنّ ما يحدث في مصر هو “رجوع إلى الوراء” خاصّة بعد الاستعمال المفرط للعنف ضدّ المسيرات السلميّة، داعيا كلّ الأطراف في مصر إلى الحوار وتفعيل آليات الديمقراطيّة.
وكانت وزارة الشؤون الدينية عبّرت “عن مساندتها اللامشروطة للمعتصمين المسالمين في كل ميادين مصر ولمطالبهم المشروعة” وفق تعبيرها.
ودعت في ذات السياق”علماء” الإسلام في تونس وسائر بلاد المسلمين إلى ضرورة التحرّك القوي والعاجل من أجل حقن الدماء ومحاصرة الفتنة والتصدّي للمجرمين القتلة، وفق تعبير محرر البيان.
كما دعت وزارة الشؤون الدينية “الشعب التونسي إلى أخذ العبرة ممّا يحدث في مصر ..والتصدّي للفوضويّين الإنقلابيّين”، في اشارة واضحة لاستخدام العنف ضد المعتصمين حاليا في ساحة باردو الذين يطالبون بإسقاط حكم حزب النهضة الاسلامية بعد استنفاذها لشرعيتها الانتخابية وفشلها في تسيير البلاد.
ويأتي بيان وزارة الشؤون الدينية حول شأن خارجي في وقت لم يُصدر فيه أي بيان من الوزارة المعنية (وزارة الشؤون الخارجية التونسية) حول التطورات السياسية في مصر وقتها.