أكد المدير الجهوي للمجمع الكيميائي التونسي بقابس محمد توفيق الجمل ان المجمع يمر بوضعية حرجة تهدد آلاف من مواطن الشغل.
و فسر الجمل في حوار خص به موقع ” افريكان مانجر”، هذه الوضعية بتراجع نسق نقل الفسفاط من مناطق الحوض المنجمي ، الأمر الذي تسبب في تدني مستوى الإنتاج ليكون في حدود 40 و 50 بالمائة من الطاقة العادية. ذلك ان عدد القطارات التي تقوم بنقل الفسفاط لا يتجاوز 4 قطارات في اليوم في أحس الحالات فحين كان العدد في حدود 8 قطارات في سنوات ما قبل الثورة.
إشكال نقل الفسفاط من مناطق الحوض المنجمي إلى مراكز التصنيع سيزيد من تفاقم الوضع و خاصة من انخفاض الإنتاج، على حد تعبيره.
فالتوقعات تحوم حاليا حول إمكانية تحويل 2000 مليون طن من الفسفاط خلال 2017 كحد أقصى مقابل 3900 مليون طن في 2010، سنة المرجع بالنسبة للقطاع علما و أن الاستهلاك الفسفاط بمعامل قابس قد بلغ خلال السداسي الأول من 2017، حوالي 960 ألف طن أي أقل ب 20 % من التوقعات الأولية في حين بلغت طاقة إنتاج الحامض الفسفوري 245 ألف طن خلال السداسي الأول من سنة 2017 أي أقل ب 14 %خلال نفس الفترة من سنة 2016.
استهلاك ثلثي راس المال و مصير غامض…
و لم يخفي المدير الجهوي قلقه بالنسبة لهذه الوضعية خاصة ان انخفاض نسق الإنتاج، و إن لم يأثر إلى حد الآن على تزود السوق المحلية بالأسمدة، فإنه سيؤثر حتما على نسق تزود المعامل المجارة بالحامض الفسفوري و أيضا على نسق التصدير…وهو ما سينعكس سلبا على الوضعية المالية للشركة التي من المؤكد ان تجد نفسها مجبرة على استهلاك حوالي الثلثين من رأسمالها.
وهو ما وصفه المسؤول بالخط الأحمر باعتبار ان الشركة قد تجد نفسها مع نهاية العام في مأزق و بخزينة فارغة قد لا تستطيع حتى الالتزام بتعهداتها بما في ذلك خلاص اعوانها و موظفيها..
و لتجاوز ذلك، شدد توفيق الجمل على وجوب تضافر جهود جميع الأطراف من حكومة و ابناء القطاع في شركة فسفاط قفصة و المجمع الكيميائي التونسي إلى جانب الشركة الوطنية للسكك الحديدية لعودة نشاط المجمع الكيميائي إلى سالف عهده و المرتبط أساسا بالتزود بالفسفاط بالكميات المطلوبة حتى يتمكن من لعب دوره في المساهمة في الدورة التنموية في جميع المجالات الاقتصادية و البيئية و المجتمعية.
دور مجتمعي رغم الازمة…
رغم الوضع المالي المقلق و ضرورة ترشيد النفقات فإن المجمع الكيميائي التونسي ملتزم بانجاز حزمة من المشاريع المقررة لصالح ولاية قابس في مجال دوره المجتمعي.
و في هذا السياق، تحدث المسؤول عن الاتفاقية التي تم ابرامها مؤخرا مع المندوبية الجهوية للتربية بقابس لترميم و تجهيز المدارس و المعاهد (642 أ.د) واتفاقية اخرى مع الإدارة الجهوية للصحة بقابس 1020 أ.د. لبناء مركز صحة أساسية بشاطئ السلام 600 أ.د. و إحداث مركز رعاية الأم والطفل بغنوش و اقتناء تجهيزات لفائدة مركز الصحة الأساسية و كذلك اتفاقية لتمويل الدراسة المتعلقة بتهيئة ميناء غنوش (318 أ.د)
على جانب المساهمة في تمويل الأنشطة و الجمعيات الرياضية و الثقافية بالجهة
التزام بمقاومة التلوث…
اما في خصوص التلوث الهوائي، أشار محدثنا أن المجمع الكيميائي قد رصد 285 مليون دينار لانجاز مجموعة من المشاريع للحد من التلوث الهوائي من ذلك مشاريع قد تم الشروع في انجازها على غرار مشروع تقليص غاز الأمونيا في معمل الداب بكلفة تتجاوز 19.5 مليون دينار و تقليص غاز ثاني أكسيد الأمونيا في معمل الأمونيتر بكلفة 5.2 مليون دينار و تحويل تقنية وحدة انتاج الحامض الكبريتي إلى الامتصاص المضعف مع استرداد الحرارة بمعمل الحامض الفسفوري بكلفة 45 مليون دينار.
يأتي ذلك التزاما بقرار المجلس الوزاري بتاريخ 29 جوان 2017، الهادف الى ايقاف سكب الفسفوجيبس في البحر عبر تبني خيار تحويل وحدات الحامض الفسفوري الحامض الكبريتي إلى موقع يتم تحديده قبل 31 ديسمبر 2017 بناءا على معطيات تراعي احترام كافة المعطيات البيئية.
و بالنسبة للمشاريع التي تهم مجال المياه، تطرق الجمل الى مشروع استعمال مياه الديوان الوطني للتطهير قصد استعمالها في المجال الصناعي ( 14 مليون دينار) فضلا عن مشروع تحلية مياه البحر ( 200 مليون دينار) من خلال تركيز وحدة ذات طاقة انتاج تقدر ب 50 الف متر مكعب في اليوم. ستنجز في نطاق الشراكة بين القطاع العام و الخاص.
وئام الثابتي