تونس-افريكان مانجر
سجّل اليوم الدينار التونسي هبوطا تاريخيا جديدا حيث بلغ أكثر من 2.15 إزاء الدولار و2.47 مقابل اليورو، وذلك في أحدث المؤشرات الصادرة عن البنك المركزي التونسي.
ويثير انزلاق الدينار التونسي من أسبوع إلى آخر، ومن شهر إلى أخر قلقا متزايدا في الدوائر الحكومية والمالية، وأحدث ارتباكا واضحا في المشهد السياسي برمته ، على خلفية وضع اقتصادي ومالي دقيق وحرج ومنهار، واستحقاقات وشيكة في علاقة بالتزامات تونس تجاه الجهات المُقْرِضة كصندوق النقد الدولي وقطر والولايات المتحدة الامريكية واليابان وتجاه الشركات الأجنبية المنتصبة في البلد وهي على وشك جني أرباحها التي تصرف بالعملة الصعبة.
من جهته أرجع محافظ البنك المركزي التونسي الشادلي العياري هذا الهبوط إلى توقف عجلة الإنتاج بالإضافة إلى تأثر الدينار بنسبة النمو الضعيفة والغير متوقعة والتي بلغت في الثلاثة أشهر الأولى من العام الحالي 1 بالمئة.
يعزى تهاوي الدينار التونسي بحسب العديد من الخبراء الاقتصاديين الى تضافر جملة من العوامل السلبية الخارجية والمحلية، معتبرين أن ذلك سيزيد من هشاشة الاقتصاد الوطني بعد انخرام توازناته الكبرى وتعطُّل الإنتاج وتوقف قطاعات حيوية عن النشاط على غرار الفسفاط والمحروقات، وتقلص الصادرات وارتفاع حجم الواردات وتفاقم عجز الميزان التجاري بالاضافة الى تراجع الاحتياطي من العملة الصعبة .