تونس- افريكان مانجر
قال رئيس الجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية حسام بن عزوز إن تتالي الازمات وتراكم ديون العديد من النزل وعدم قدرتها على مجابهة الوضع المزري الذي بلغته، دفع بأصحابها للتخلي عنها.
نزل مغلقة منذ أكثر من 15 سنة
وتابع في تصريح لصحيفة “الصباح الأسبوعي” الصادرة الاثنين 28 سبتمبر 2020، “اليوم وفي كل المناطق السياحية على كامل تراب الجمهورية هناك العديد من النزل التي أفلست فتمت مصادرتها واسترجاعها من قبل البنوك كما أن عددا آخر من النزل تخلى عنها أصحابها للعديد من الأسباب أهمها أن النموذج السياحي التونسي تجاوزه الزمن بل أصبح تقليديا مقارنة بالثورة السياحية التي تعرفها باقي الوجهات السياحية في حوض المتوسط على غرار فرنسا واسبانيا وإيطاليا والمغرب ومصر التي أصبحت في العقدين الأخيرين وجهة كل الأسواق تقريبا وهو ما افقد تونس الكثير من بريقها كما خسرت اغلب الأسواق تقريبا بعد الثورة وخاصة مع تتالي العمليات الإرهابية.
وأضاف ان هناك نزلا مغلقة منذ أكثر من 15 سنة ديونها مصنفة ضمن القسم 4 و5 أي غير قابلة للاستخلاص تماما.
وتحدث رئيس الجامعة عن العديد من النزل التي كانت تعتبر من أهم النزل في بلادنا فيما أصبحت اليوم مباني مهجورة رغم موقعها الاستراتيجي، مشددا على وجوب حل مشاكلها إما عبر تهيئتها او بيعها لمستثمر خر او تغيير صبغتها.
“تعطل القروض بسبب عدم ثقة البنوك في الدولة”
وأشار إلى ان حوالي 30 %من إجمالي النزل أغلقت منذ سنوات، وان حوالي 40 الف سرير خسرتها تونس قبل الثورة على خلفية غلق العديد من النزل فيما ارتفع هذا العدد بعد الثورة إلى 80 ألف سرير، و من المرجح ان يرتفع هذا العدد بسبب جائحة كورونا على اعتبار ان 70 بالمائة من النزل ستغلق وسيتوقف نشاط عدد منها نهائيا بسبب عدم قدرتها على مجابهة الوضع الصعب مع تراكم الديون وصعوبة استخلاصها خاصة وان القطاع لم يتحصل الى حد اليوم على القروض التي من المفترض ان تمنح له بضمان الدولة والتي لم تفعل الى اليوم وذلك بسبب عدم ثقة البنوك في الدولة وفي قدرتها على الإيفاء بتعهداتها.
وشدد على ضرورة هيكلة القطاع السياحي حتى يكون تنافسيا ويستقطب اسواقا جديدة وبنوعية سياح افضل، مشيرا الى ضرورة إيجاد حلّ جذري للنزل التي أغلقت منذ سنوات والتي تعتبر خسارة كبرى للقطاع.
65 مليار دينار عائدات القطاع منذ الاستقلال
من جانبه، أكد عضو الجامعة التونسية للنزل ورئيس الجامعة الجهوية للنزل جربة جرجيس جلال الدين الهيشري لذات الصحيفة، ان عددا كبيرا من النزل قد أغلق لاسباب عدة ابرزها ارتفاع مديونيتها لدى البنوك وعدم قدرتها على مجابهة المصاريف المرتفعة في الةوقت الذي يعاني فيه القطاع من عدة مشاكل عمليات إرهابية الى انتشار وباء كورونا مؤكدا ان عددا من النزل التي أغلقت بصفة نهائية يناهز 80 نزلا موزعة على كل من سوسة وطبرقة وجربة وتوزر العدد الأكبر موجود في المنطقة السياحية الحمامات، حيث ان عدد النزل كان يبلغ 450 نزلا في حين ان هذا الرقم يبلغ اليوم 460 فقط.
وشدد على ضرورة مسارعة الحكومة في تفعيل خطة انقاذ عاجلة وتفعيل الإجراءات التي تم إقرارها منذ الإعلان عن الحجر الصحي الشامل لإنقاذ القطاع والعديد من النزل من الانهيار والاغلاق وتسريح الالاف من العمال.
واعتبر ان الوقت قد حان لهيكلة القطاع السياحي حتى يسترجع عافيته ويعود الى سالف اشعاعه، مبينا ان القطاع السياحي قد وفر للدولة التونسية وعلى امتداد 50 سنة عائدات تفوق الـ 65 مليار دينار ما يعني ان ديون القطاع حاليا والتي تناهز 4800 مليون دينار تعتبر ضعيفة مقارنة بالمكاسب المسجلة منذ الاستقلال، وفق قوله.