عاد الهدوء صباح الخميس الى مدينة مدنين بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلتها مصالح الأمن الوطني بالتنسيق مع عدد كبير من المواطنين ممن تطوعوا للدفاع عن المؤسسات العمومية من “الهجمة” الهمجية للمشاغبين والمنحرفين على اثر أعمال الشغب والتخريب التي عمت عددا من الأحياء الشعبية واستهدفت مبيت الفتيات بطريق بني خداش وبحومة الدغاغرة و مقرات عدد من المؤسسات مثل الديوانة والشركة التونسية للكهرباء والغاز ومؤسسات بنكية وفضاء تجارى كبير كما حاولت الاعتداء على منطقة وإقليم الأمن والسطو على سيارات بعد إجبار أصحابها على التوقف وكانت هذه المجموعات حسب مصادر أمنية تحمل هراوات وأسلحة بيضاء وزجاجات حارقة وحجارة للمطالبة في البداية بنصيب المنطقة من التنمية ولم تلبث هذه المجموعات أن وجهتها للقيام بأعمال شغب وسط المدينة طيلة ليلة الاربعاء – الخميس . ويفسر هذا المنحى الذي اتخذته الأحداث لجوء قوات الأمن الى إطلاق النار في الهواء واستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق مثيري الشغب . وأسفرت الأحداث عن القاء القبض على 16 شخصا وأصدار 50 منشور تفتيش في شأن أشخاص يشتبه في مسؤوليتهم عن أحداث الشغب والتخريب والحرق التي جدت منذ يوم الاثنين الماضي أو مشاركتهم في ذلك، كما تم نشر مناشير تفتيش في شأن خمس سيارات(واحدة من الحامة والثانية من قابس وثلاث من مدنين) للاشتباه في قيام من كانوا على متنها بتوزيع مبالغ مالية ومواد مخدرة ومسكرات على أفراد لحثهم على إحداث الشغب والتخريب. و تضرر 5 أعوان أمن نتيجة إصابتهم بكسور وفق ما ذكر مصدر أمني .
وفيما نددت عديد الأطراف في الجهة من أحزاب ومنظمات ومكونات المجتمع المدني في بيانات أصدرتها عقب اجتماعات عقدتها على خلفية هذه الأحداث بما جد من أعمال شغب ودعت الى تهدئة الأجواء والاحتكام الى الحوار فقد حملت مسؤولية التوتر الى السلطات داعية إياها الى الاسراع ببعث مشاريع تنموية بالمنطقة بعد سنوات طوال من التهميش والتجاهل حسب ما ورد في هذه البيانات.(المصدر”وات” و” الصباح”)