تونس – افريكان مانجر
حمّل أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد مسؤولية تواصل “أزمة” التعليم الثانوي لحكومة الحبيب الصيد، مُؤكدا أنّه كان يٌفترض عليها تنفيذ الاتفاقات السابقة.
وأضاف المصدر ذاته في تصريح ل “افريكان مانجر” اليوم الخميس 26 مارس 2015 أنّه ليس أمام نقابة التعليم الثانوي والطرف الحكومي من حلّ سوى استئناف المفاوضات والتوّصل ولو الى “حلّ منقوص” لتعليق مقاطعة الأساتذة للامتحانات.
وأفاد سعيد أنّه لا مجال للحديث عن سنة دراسية بيضاء وإنّ حدث، فتكون سابقة في تاريخ تونس.
التمّسك بالمطالب
وكان أساتذة التعليم الثانوي وبدعوة من النقابة العامة التابعة الاتحاد العام التونسي للشغل قد أعلنوا منذ 2 مارس الجاري مُقاطعة امتحانات الأسبوع المغلق وقرروا مواصلة تقديم الدروس بصفة عادية الى حين الاستجابة لمطالبهم المادية والمهنية، ويُطالب الأساتذة حسب ما أكده الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم نجيب السلامى بالترفيع في الاجور للحد من تدهور المقدرة الشرائية وبتحسين ظروف العمل واصلاح المنظومة التربوية وبإدماج الاساتذة المعوضين والتصدي لكافة أشكال العنف داخل المؤسسات التربوية.
وكانت وزارة التربية قد أعلنت يوم 6 مارس الجاري أنه تقرر تأجيل الفروض التأليفية الخاصة بامتحانات الثلاثي الثاني بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية الى ما بعد عطلة الربيع التى تمتد من 15 الى 29 مارس الجاري، غير أنّ الهيئة الادارية القطاعية للنقابة العامة للتعليم الثانوي التي انعقدت امس برئاسة المولدي الجندوبي الامين العام المساعد المكلف بالنزاعات والتشريع باتحاد الشغل قررت مواصلة التدريس ومقاطعة الفروض التأليفية الخاصة بالثلاثي الثاني بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية و عدم الالتزام بأية رزنامة تصدرها وزارة التربية.
وقد قررت الهيئة الادارية مقاطعة امتحانات الثلاثي الثالث بكافة أشكالها ومقاطعة الامتحانات الوطنية. كما رفض الأساتذة مقترحا قدّمته وزارة التربية يتمثّل في إحداث خطة في الترقيات وتوفير منحة شهريّة بقيمة 90 دينارا لكلّ الأصناف تصرف بطريقة آلية.
أولياء مُتخوفون
تواصل “أزمة” التعليم الثانوي ووصول التفاوض بين الطرف النقابي لتعليم الثانوي وسلطة الإشراف الى طريق مسدود، جعل الاولياء يتخوفون من سنة دراسية بيضاء سيما وقد صرّح كاتب عام نقابة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أنّه: “لن تُجرى الامتحانات إلا بعد استجابة الوزارة لمطالبنا”.
وقد تحدّث البعض عن إمكانية لجوء الحكومة الى التسخير لإتمام اجراء الامتحانات، هذا الامر استبعده أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد مُرجحا أن تتواصل المفاوضات الى حين إيجاد حلّ يرضي جميع الأطراف. كما قال مُحدّثنا إنّ الأساتذة يُدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبالتالي فلن يسمحوا بسنة دراسية بيضاء.
تواصل المساعي لتجنّب سنة بيضاء
في السياق ذاته، أكد مختار الخلفاوي الناطق الرسمي باسم وزارة التربية أن الوزارة تطمئن الرأي العام والتلاميذ والأولياء على استكمال السنة الدراسية الحالية في أجالها ووفق الرزنامة الموضوعة لها، كما افاد الوزير ناجي جلّول أن الحوار متواصل بين وزارة التربية والأطراف النقابية من أجل تجنب إعلان سنة دراسية بيضاء.