تونس- افريكان مانجر
قرر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي التمديد في حالة الطوارئ بكامل تراب الجمهورية لمدّة شهرين بداية من 3 أوت 2015.
وجاء في نصّ بلاغ رئاسة الجمهورية الصادر بصفحتها الرسمية على الفايس بوك الجمعة 31 جويلية 2015 أنّ هذا القرار تمّ إتخاذه بعد التشاور مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب.
هجوم جديد مسألة واردة
وكان رئيس الجمهورية قد أعلن يوم 4 جويلية الجاري فرض حالة الطّوارئ في البلاد إثر الهجوم الإرهابي الذي إستهدف نزل “الإمبريال مرحبا” بسوسة وأسفر عن مقتل 38 سائحا أجنبيا.
وبخصوص التمديد في حالة الطوارئ أفاد جلال غديرة رئيس لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح بمجلس نواب الشعب ل “افريكان مانجر” أنّ التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة وبالتالي فإنّ فرض حالة الطوارئ من جديد سيُساهم في تسهيل عمل الوحدات الأمنية والعسكرية.
من جانبها قالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية بدرة قعلول ل “افريكان مانجر” إنّ الوضع الأمني الحالي لتونس يستوجب التمديد من جديد في حالة الطوارئ، كما دعت إلى الحزم في تطبيق بنود القانون.
ولئن أشادت رئيسة المركز بمجهودات الوحدات الأمنية والعسكرية في التصدّي للإرهاب وما حققته من نجاحات سواء في تنفيذ العمليات الإستباقية وإحباط المخططات الإرهابية فإنّ الخطر الإرهابي لا يزال قائما كما أنّه لا يُستبعد تسجيل هجوم إرهابي جديد.
وبحسب ما ينص عليه القانون، يمكن إعلان حالة الطوارئ بأمر من رئيس الجمهورية بكامل تراب الجمهورية أو ببعضه إما في حالة خطر داهم ناتج عن نيل خطير من النظام العام، وإما في حصول أحداث تكتسي بخطورتها صبغة كارثة عامة، كما تعلن حالة الطوارئ لمدة أقصاها ثلاثون يوما بمقتضى أمر يضبط المنطقة أو المناطق الترابية التي يجرى العمل به في داخلها، و لا يمكن التمديد في حالة الطوارئ إلا بأمر آخر يضبط مدته النهائية.
وقد أكد الباجي قائد السبسي في مناسبات سابقة أنّ توتر الوضع الأمني في الجارة ليبيا يمثل خطرا على أمن وسلامة تونس، مُشيرا إلى أنّ مقاومة الإرهاب تتطلب إمكانيات مادية بشرية ومادية لا تملكها تونس بنسبة كبيرة، خاصة وأنّ حدود التونسية الليبية يصعب مراقبتها إلا بوسائل متطورة لا تملكها أيضا، حسب قوله.
وتحدث السبسي عما يشكله الوضع في ليبيا من خطورة على تونس، باعتبار أنّ ليبيا لا تملك دولة بل لها تنظيمات جميعها مسلحة حسب قوله.
الإرهابيون ينزلون إلى المدن
وأكّد السبسي أنّ القوات الأمنية والعسكرية متعودة على محاربة الارهاب في الجبال، لكن الإرهابيين نزلوا إلى المدن ونفذوا أول عملية كبرى لهم في باردو والفاجعة الثانية كانت في سوسة.
و قال رئيس الجمهورية ان الحكومة تواجه ظروفا اقتصادية و اجتماعية و أمنية صعبة، مشددا على ضرورة خلق المناخ الملائم لجلب الاستثمارات الأجنبية و الوطنية .
جدير بالذكر أن هذه المرة الخامسة التي تعلن فيها تونس حالة الطوارئ، حيث سبق إعلانها سنة 1978 إبان أحداث يوم 26 جانفي اثر إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عن إضراب عام في البلاد و في فترة انتفاضة الخبز سنة 1984 و كذلك خلال ثورة 2011 ثمّ يوم 4 جويلية الجاري من قبل الرئيس الباجي قائد السبسي.